قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة "رمزي تماما "وغير ملزم.

عيدان كوفلر 

142 دولة مع، 10 ضد: الجمعية العامة للأمم المتحدة صادقت على الإعلان الذي بادرت به فرنسا والسعودية، الداعي إلى دعم حل الدولتين. هل هو "خطوة لا رجعة فيها نحو دولة فلسطينية"، أم مجرد خدعة؟

الجمعية العامة اجتمعت (الجمعة) وأقرت بأغلبية 142 مقابل 10 وامتناع 12 عن التصويت "إعلان نيويورك حول حل الصراع الفلسطيني وتطبيق حل الدولتين".

القاعدة: ما لا يمر بمجلس الأمن – على الأرجح غير مهم عمليًا. وهكذا الحال أيضًا هذه المرة. وحتى لو وصل لمجلس الأمن، فمن المرجح أن تضع الولايات المتحدة الفيتو، بعد أن أعلنت مسبقًا أنها ستقاطع المؤتمر.

قبل 9 أيام صرّح مسؤول في الخارجية الأميركية لموقع "واللا" أن بلاده ستقاطع مؤتمر "حل الدولتين"، وأضاف: "تركيزنا يبقى على دبلوماسية جدية، لا على مؤتمرات مصطنعة ومنفصلة عن الواقع. هذه استعراضات، في أفضل الأحوال غير ذات صلة، وفي أسوأها مضرة".

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أوضح أن الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية هو "صفعة لضحايا 7 أكتوبر ومكافأة للإرهاب"، مشيرًا إلى أن حماس باركت علنًا الخطوة الفرنسية، "وهذا بحد ذاته يجب أن يثير التفكير مرتين".

لكن حتى لو لم يكن للخطوة أثر عملي، فإن لها وزنًا في المستوى التصريحي – وهو ليس أمرًا بسيطًا في عالم اليوم.

في تغريدة على منصة X، تباهى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن 142 دولة وافقت على مبادرة فرنسا والسعودية، معتبرًا أنها "مسار لا رجعة فيه نحو سلام في الشرق الأوسط"، ومروجًا لمؤتمره في 22 سبتمبر. السؤال: ما الذي لا رجعة فيه هنا إذا كان مجرد إعلان؟

ماكرون وحلفاؤه يعرضون حل الدولتين ليس فقط كخطة قديمة تبدو للأذن الإسرائيلية كمنتمية لثمانينيات القرن الماضي، بل كهدف شبه مُلزم و"لا رجعة فيه". بالنسبة له، المؤتمر القادم ليس لقاء رمزيًا بل محاولة لصناعة زخم سياسي حقيقي.

المعنى مزدوج: من جهة، دعوة دولية جديدة لإسرائيل والفلسطينيين للعودة لطاولة المفاوضات. من جهة أخرى، رسالة واضحة للإدارة الأميركية: لسنا بلا قوة، وإذا اعتقدتم أن لديكم حصرية في التعاون مع السعودية والمنطقة – أعيدوا التفكير.

بالنسبة لإسرائيل، هذا يأتي في توقيت غير مناسب أبدًا: أوروبا والعالم العربي يحاولان إعادة حل الدولتين إلى الواجهة بالقوة، في وقت تركز فيه القدس على القتال في غزة والتهديدات الإقليمية.

المبادرة، برعاية فرنسا والسعودية، أُقرت في مؤتمر نيويورك في يوليو، وتطرح وثيقة عمل تهدف – وفقًا لمقدميها – لرسم "مسار لا رجعة فيه" نحو إقامة دولة فلسطينية.

سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون هاجم القرار: "إنها مبادرة فارغة تتجاهل تمامًا الواقع – ليست دبلوماسية. هذا إعلان أحادي يتبنى أكاذيب أعدائنا ويمنح غطاء لحماس. لا يقرب السلام بل يطيل أمد الحرب. عندما يكون حماس هو من يصفق لهذه القرارات، من الواضح أنها مكافأة للإرهاب وليست خطوة نحو السلام".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025