هل بدأ العدوان المتجدد على غزة بالتزامن مع القمة؟

معاريف : 
إطلاق مدفعية  وقصف من سلاح الجو إلى جانب قنابل إنارة في سماء غزة: الجيش الإسرائيلي في طريقه إلى مناورة لاحتلال المدينة
هجمات في مدينة غزة.
حتى الآن غادر نحو 340 ألف غزي المدينة. في الجيش الإسرائيلي: المناورة ستُنفَّذ على نطاق واسع، لكن الهدف هو الحفاظ على سلامة الأسرى والجنود؛ "كما في جباليا – السكان سيفرّون عندما يرون الدبابات".
أكمل الجيش الإسرائيلي الاستعدادات قبيل تنفيذ المناورة المكثفة في مدينة غزة. التقدير هو أن نحو 340 ألف غزي قد خرجوا بالفعل من المدينة. "تجربة الماضي في جباليا تُعلّم أنه في اللحظة التي رأى فيها السكان الذين بقوا وراءهم الدبابات – هربوا بأنفسهم وتركوا منازلهم"، قال مصدر أمني. قرابة الساعة 21:30 أُطلقت قنابل إنارة فوق مدينة غزة. ينفذ الجيش الإسرائيلي حالياً نوعاً من الضربات باتجاه أهداف في شمال مدينة غزة. من بين ذلك يعمل الجيش الإسرائيلي بواسطة سلاح الجو وإطلاق المدفعية. إطلاق قنابل الإنارة هدفه، من بين أمور أخرى، خلق حالة ذعر في صفوف سكان غزة وإحداث ارتباك في صفوف قوات حماس. المشكلة أن قنابل الإنارة تضيء أيضاً مدينة عسقلان، وهذا يسبّب حالة ذعر أيضاً في الجانب الإسرائيلي من الحدود. حتى الآن، ركّز الجيش الإسرائيلي خلال النهار قوات كبيرة، بما في ذلك أرتال من الدبابات في عدة مناطق شمال ووسط القطاع.
في المناورة يُفترض أن تشارك قوات كبيرة على أساس أربع فرق: 36، 98، 99 و162. الجيش الإسرائيلي سيُشغّل تقريباً كل منظومة الألوية النظامية، وكذلك بعض ألوية الاحتياط. من بين الألوية التي ستعمل: ثلاث ألوية المدرعات النظامية – 7، 401 و188.
المناورة يُفترض أن تستمر وقتاً طويلاً. في الجيش الإسرائيلي يقولون إنها ستستمر على الأقل عدة أشهر. الجيش الإسرائيلي حدّد أن سلامة الأسرى والجنود ستقف في رأس أولويات القتال.
في الأيام الأخيرة، وخاصة في اليوم الأخير، عمل الجيش الإسرائيلي بواسطة سلاح الجو وبمساعدة قدرات نيران إضافية من البر من أجل ضرب أبراج المراقبة. لكن هذا ليس التهديد الوحيد. في الجيش الإسرائيلي يُقدّرون أن في مدينة غزة يتواجد عدة آلاف من المسلحين، بعضهم فارّون من معارك من جبهات مختلفة في السنتين الأخيرتين. بعضهم شباب يفتقرون إلى المهارة والخبرة العسكرية.
من يقود قوات حماس في المدينة هو قائد لواء غزة، عز الدين الحدّاد. من ناحيته كان يرغب بإنهاء القتال، لكنه لن يسمح لنفسه "برفع الراية البيضاء"، كما يأمل بعض من المسؤولين في المستوى السياسي في إسرائيل.
حماس فخّخت مساحات كاملة حول المدينة وفي المحاور التي بداخلها. لقد جمعت بقايا قنابل إسرائيلية لم تنفجر وحوّلتها إلى عبوات ناسفة سفلية. في الوقت نفسه، تخطّط حماس للتحرك في البنية التحتية التحتية المحفورة تحت المدينة للتنقل من مكان إلى آخر ومحاولة ضرب قوات الجيش الإسرائيلي بإطلاق صواريخ مضادة للدبابات أو بلصق عبوات بالآليات، كما فعلت في جباليا قبل نحو أسبوع وفي خان يونس خلال "مركبات جدعون أ".
في الجيش الإسرائيلي يفهمون أن حماس ستحاول تحقيق إنجاز تكتيكي يؤدي إلى خطوة استراتيجية – عبر محاولة خطف جنود خلال المعارك. في الجيش الإسرائيلي يحددون نمط عمل للمسلحين الذين يخرجون من الأنفاق أو من مبانٍ قُصفت، ويحاولون مهاجمة تحصينات أو آليات مدرعة للجيش الإسرائيلي بل وحتى خطف جنود. هكذا كان في الهجوم على التحصين التابع للواء كفير في خان يونس، وهكذا حدث في حالات أخرى.
في الجيش الإسرائيلي حُدّدت تدريبات وأوامر صارمة: الجنود ملزمون بالتحرك في "أزواج حديدية" إلى كل مكان – من تنفيذ "زيغ" في القتال وحتى الحركة الإدارية في التحصين. للحفاظ على حدة الجنود حُدّد أن كل دورة قتال، لكل جندي ولكل إطار عسكري، ستكون محدودة زمنياً.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025