هآرتس
ترجمة حضارات
روغل ألبير
يرى الكاتب روغل ألبير أن الهجوم الإسرائيلي على قيادة حماس في قطر لم يكن بهدف تصفية القادة، بل جاء كرد مباشر من نتنياهو على فضيحة "قطرغيت". التوقيت، بحسب التحليل، حوّل الحدث إلى "قطرغيت" جديدة، تتيح لنتنياهو قلب السردية: من زعيم خاضع لنفوذ قطر إلى خصم شرس لها. الدليل؟ قصفها. الرسالة للجمهور الإسرائيلي واضحة: نتنياهو قوي أمام قطر، وليس العكس.
العملية حملت أيضًا طابعًا انتقاميًا، يلبي تعطش الجمهور الإسرائيلي للثأر منذ اندلاع الحرب. هذا النوع من العمليات، وفقًا للكاتب، يُستخدم لتغذية دورية للرغبة في الانتقام، ويُرفق باستعراض وطني حول قدرات الطائرات، أنواع الأسلحة، ودقة المعلومات الاستخبارية. كل ذلك يرفع المعنويات ويمهّد لموجات جديدة من التصعيد.
محاولة اغتيال قادة حماس الذين ظهروا في الصورة الشهيرة من 7 تشرين الأول منحت الجمهور إحساسًا بالعدالة وإغلاق الدائرة، لكنها خدمت أيضًا هدفًا سياسيًا آخر: تعطيل صفقة تبادل الأسرى أو تأجيلها، ربما حتى تدخل الرئيس ترامب.
رسالة نتنياهو كانت واضحة: لا أحد محصن. فكما أن قادة حماس ليسوا آمنين في الدوحة أو إسطنبول، كذلك الأسرى في الأنفاق. وحده نتنياهو "محصن"، وذراعه الطويلة تصل إلى الجميع، في حربه للبقاء في الحكم وتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية تخدم مصالحه.
ويشير التقرير إلى أن العملية لم تُظهر فقط أن نتنياهو ليس تابعًا لقطر، بل أوحت بأن ترامب نفسه في جيب نتنياهو. خصومه الذين يعوّلون على تدخل الرئيس الأمريكي بشأن الأسرى، يخطئون التقدير. ترامب، وفقًا للكاتب، يبدو كخاتم مطبوع بيد نتنياهو.
كما برزت نقطة أخرى تتعلق بطريقة نتنياهو في السيطرة على الأجندة الإعلامية. الإعلام تفاجأ، المعلقون لم يتوقعوا، والجمهور كان مذهولًا. هذا ما يعد به المستقبل، بحسب ألبير: خطوات غير متوقعة، ووسائل لا تنتهي لإدامة الحرب في الشرق الأوسط، فيما يظل الجميع بانتظار ما سيُعرض على شاشة التلفزيون.