ذي ماركر
ترجمة حضارات
آفي بر-إيلي
"إسرائيل ستكون أسبرطة "؟ القنبلة التي ألقاها بيبي ليست سوى غمزة لماي غولان
في نوفمبر 2023، بعد أسابيع من السابع من أكتوبر، اجتمع منتدى سري لصنّاع القرار لمناقشة مستقبل إسرائيل. خلال الاجتماع، قال نتنياهو: "نحن أثينا، لكن من ناحية الجيش يجب أن نصبح أسبرطة . في السابق اعتقدت أن الاقتصاد القوي يبني جيشًا قويًا، الآن أعتقد أن الجيش القوي يجب أن يأتي أولًا – حتى لو على حساب مستوى المعيشة".
كان من المفترض أن يقود هذا التصريح إلى ثورة في الموازنة، والتعليم، والصناعات الأمنية، والخطط الاستراتيجية. لكن بعد أسابيع، أقرت حكومة نتنياهو ميزانية عام 2024 بوصفها "ميزانية حرب"، دون أي إصلاحات تُذكر، بل أبقت على المخصصات الحزبية التي تشجع التهرب من الخدمة العسكرية وتعزز الفساد.
منذ ذلك الحين، لم يتحقق شيء من وعود "أسبرطة ". عسكريًا، تحسّنت إسرائيل، لكن اقتصاديًا اشترت وقتًا بالدين، واستراتيجيًا لم تُحرز تقدمًا يُذكر. أمس، عاد نتنياهو بخطاب قاتم: أوروبا تنقلب عليه، وقطر والصين تقودان "حرب وعي" عبر الشبكات، والنتيجة – عزلة دولية وبداية عقوبات. لذلك دعا إلى الاستعداد لـ"اقتصاد أوتاركي" مغلق، والاعتماد على الصناعات العسكرية المحلية: "سنكون أثينا أسبرطة، بل سوبر-أسبرطة".
عرض نتنياهو ثلاث خطوات: تسريع الإجراءات، "تليين المعايير" التجارية لتجاوز الحواجز، وحلق البيروقراطية حتى لو اصطدمت بالقضاء. عمليًا، يعني ذلك تفكيك حكم القانون، تسهيل الفساد، وتجاوز الرقابة.
لكن بينما يتحدث عن تهديد وجودي، تطلب حكومته 114 مليون شيكل إضافية لمخصصات حزبية لمكتب الاستيطان. الفجوة بين الشعارات والأفعال هائلة.
يخلص الكاتب إلى أن إسرائيل لن تتحول إلى أسبرطة ، لأن نتنياهو لا يغيّر الأولويات. النظام القائم يخدم مراكز القوة والفساد، وكل إصلاح حقيقي يظل غريبًا عن الحمض النووي السياسي. والحقيقة، قبل أن تصبح إسرائيل "أسبرطة "، ستغادر عائلة نتنياهو البلاد على متن طائرة "كنف تسيون".