هآرتس
ترجمة حضارات
عوزي برعام
يرى الكاتب عوزي برعام أن التاريخ أنصف اليمين الإسرائيلي حين أفرز رئيسًا أمريكيًا متقلبًا وسطحيًا، يعتقد في قرارة نفسه أنه مبعوث إلهي. أسلوبه يفتقر إلى السرية التي اتسم بها أسلافه، إذ تُدار دولة عظمى على الهواء مباشرة، وسط تصريحات متناقضة ومواقف متقلبة.
دعم ترامب لحكومة نتنياهو، بحسب الكاتب، يتعارض مع مصالح بلاده، مثل تعزيز السلام في الشرق الأوسط واتفاقيات أبراهام. لكنه مولع بـ"البطل" و"المصفّي"، ما جعله يتماهى مع خطاب يميني متطرف بدأ يهيمن على إسرائيل، متأثرًا بمقالات عنصرية مثل تلك التي كتبها أريئيل فلكسين في "إسرائيل اليوم".
يشير الكاتب إلى أن اليمين الإسرائيلي بدأ يتراجع عن شرعية حقوق المثليين، ويرفض التمييز الإيجابي، بل ويشكك في أهمية اللقاحات. ويذهب إلى أن إسرائيل، من دون ترامب، كانت لتتحول إلى جنوب أفريقيا القرن الحادي والعشرين.
ويستحضر الكاتب ديفيد بن غوريون، الذي رغم افتقاره لقدرات ترامب الإعلامية، أدرك أن بقاء إسرائيل يعتمد على قوة جيشها ومكانتها الدولية. أما اليوم، فقد انكشف ضعف الجيش البري، فيما يظل سلاح الجو ممتازًا لكنه غير كافٍ كبديل عن جيش متكامل.
المكانة الدولية لإسرائيل، وفقًا للمقال، في أدنى مستوياتها. فبعد أن كانت تُرى كديمقراطية راسخة، باتت اليوم منبوذة، ومواطنوها يعيشون بخوف في الخارج. الرواية الرسمية تروّج لفكرة أن العالم كله معادٍ للسامية، بينما يتم تجاهل صور غزة وتجويع سكانها.
ويضيف الكاتب أن لولا وجود ترامب في الرئاسة، لكانت إسرائيل مطرودة من الأمم المتحدة ومعزولة دوليًا. بدعمه، بات بإمكان شخصيات مثل إيتمار بن غفير – الذي حرّض ضد إسحاق رابين – أن يقدّم نفسه كـ"مارتن لوثر كينغ جديد".