إذا وصل فيلم موريا أَسرف إلى ترامب يمكن طيّ الدولة

 معاريف
ترجمة حضارات

ميكي ليفين

في خطوة مثيرة للجدل، بثّت القناة 13 الإسرائيلية فيلمًا وثائقيًا بعنوان "12 يومًا في يونيو – أسرار الحرب في إيران"، من إعداد الصحفية موريا أَسرف وألون بن دافيد، يتناول الهجوم الإسرائيلي على إيران ويعرض مقابلة حصرية مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. لكن ما بدا للمشاهدين ليس توثيقًا موضوعيًا لعملية عسكرية، بل دعاية انتخابية مغلّفة بموسيقى درامية، تخدم حملة الليكود وتُلمّع صورة نتنياهو على حساب أمن الدولة.

الفيلم يصوّر الهجوم كقرار بطولي مصيري، ويكشف تفاصيل من اجتماعات مغلقة، بروتوكولات سرية، وشهادات من قادة الأجهزة الأمنية. ومع أن الضربة وقعت قبل ثلاثة أشهر، لا تزال نتائجها غير واضحة: هل أُصيبت منشآت إيران النووية فعلًا؟ التقديرات متباينة، وبعضها يشكك في جدوى العملية.

بدلًا من طرح أسئلة نقدية، يُقدّم الفيلم رواية انتصار أحادية، تُقصي جبهة الفشل: حرب غير محسومة مع حماس، مخطوفون في الأنفاق منذ عامين، وخسائر بشرية فادحة. النتيجة: فيلم دعائي مُهندس لحملة انتخابية، لا عمل صحفي مستقل.

نتنياهو، الذي يسعى لتخليد نفسه في صفحات التاريخ، يستغل الفيلم لترويج إنجازاته، متجاهلًا إخفاقات 7 أكتوبر وحرب غزة. يُقصي شركاءه في الحكومة، ويمنح الفضل الكامل للأجهزة الأمنية. ويعترف برغبته في اغتيال علماء نوويين إيرانيين، في وقت لا تزال فيه الجبهات مشتعلة ورد إيران محتمل.

اللافت أن الصحفية أَسرف تتباهى باستخدام الصحافة كأداة تضليل ضد إيران، ما يُعد خرقًا أمنيًا خطيرًا. كما يفتخر نتنياهو بأنه أمر بالهجوم "مع أو بدون موافقة ترامب"، مخالفًا رأي قادة الجيش، ما يهدد العلاقة مع الحليف الأميركي الوحيد المتبقي.

الكاتب يحذر: إذا وصل هذا الفيلم إلى ترامب، فقد تكون العواقب كارثية. ففي وقت تتصاعد فيه التوترات في غزة، لبنان، سوريا واليمن، يُقدَّم للمشاهدين فيلم بطولة يُخفي الواقع ويُضلل الرأي العام. هذه ليست صحافة، بل دعاية انتخابية صريحة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025