يوناتان ليس، ليزا روزוبسكي – صحيفة هآرتس –
الإدارة الأميركية تعمل على تجديد المفاوضات من أجل صفقة بين إسرائيل وحماس، في خطوة ستؤدي إلى تجميد احتلال مدينة غزة – بحسب ما ذكر اليوم (الأربعاء) مصدر سياسي إسرائيلي مطلع على التفاصيل لصحيفة "هآرتس". لكن في إسرائيل يقولون إن الفجوة بين الموقف الإسرائيلي وموقف حماس غير قابلة للجسر في هذه المرحلة. وبحسب المصدر، فإن الجهود تتركز الآن على استعادة الثقة بين قطر وحماس من جهة، وبين إسرائيل والإدارة الأميركية من جهة أخرى، بعد الهجوم الإسرائيلي في الدوحة الأسبوع الماضي. مصدر آخر مطلع على التفاصيل أضاف أن في إسرائيل يقدّرون بأن حرية العمل التي يمنحها الأميركيون للعملية في غزة محدودة.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو زار أمس قطر لمحاولة دفع المفاوضات. حالياً تجري معظم المحادثات بين الوزير للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. رجل الأعمال بشارة بحبح، الوسيط بين حماس والإدارة الأميركية، ألقى بالمسؤولية عن فشل المفاوضات على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال في مقابلة مع القناة 12: "أعتقد أن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب ولا يريد استعادة الأسرى الإسرائيليين. عندما كانت حماس هي العقبة، هاجمتها علناً".
في المقابل، ألقى غال هيرش، منسق شؤون الأسرى والمفقودين وعضو طاقم المفاوضات، المسؤولية على حماس. في كلمة له بمؤتمر في معهد السياسات لمكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان وصف هيرش المفاوضات في الغرف المغلقة بالدوحة قائلاً: "طوال 19 يوماً حاصرتنا حماس بالكذب. نحن والوسطاء، نحن وحليفتنا الكبرى الولايات المتحدة. قدمنا مقترحاً إضافياً للوسطاء وحماس تجاهلته. انساقت وراء حملة تجويع مفبركة، مشجعة بتصريحات الرئيس ماكرون حول دولة فلسطينية وبدعم دول نَسيت السابع من تشرين الأول/أكتوبر. قيادة حماس لم يكن لديها أي اهتمام بالوصول إلى اتفاق".
هذا الأسبوع رئيس الأركان أيل زامير وجّه انتقادات للمستوى السياسي لعدم تقدمه في المفاوضات نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. وقال في جلسة أمنية مع المستوى السياسي وفقاً لتقرير في القناة 13: "أنا أعدّ الجيش للمناورة وأستدعي الاحتياط لإخضاع حماس وفق تعليماتكم. لماذا لا يجوب طاقم المفاوضات العالم لجلب صفقة؟ لماذا دادي برنيا هنا؟ لماذا أنتم في البلاد؟ اذهبوا وأحضروا الصفقة بالقوة!".
أول أمس بدأ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً على مدينة غزة، ضمن عملية "مركبات جدعون ب׳". ووفق الجيش، شاركت ليل أمس فرقتان – الفرقة 98 والفرقة 162 – وسينضم إليهما أيضاً قوات من الفرقة 36 لتطويق المدينة. قبل نحو شهر قدّر الجيش أن في مدينة غزة بقي حوالي 2,500 مقاتل مسلح من حماس، لكن الآن يقدّر أن مجندين كثيرين أضيفوا منذ ذلك الوقت. ويقول الجيش إن في مدينة غزة توجد أنفاق أكثر من أي منطقة أخرى في القطاع، وإن مقاتلي التنظيم يختبئون فيها.
الجيش أشار إلى أن رئيس الأركان حذّر في كل المنتديات ذات الصلة بشأن تبعات الهجوم البري على غزة، الذي قد يعرّض الأسرى والجنود للخطر، لكنه شدّد على أنه سيتصرف وفق قرار المستوى السياسي. وأكد الجيش أن الخطة مبنية بحيث يمكن في أي لحظة يُدار فيها تفاوض أو يتم التوصل إلى صفقة أسرى ووقف إطلاق نار – أن يتم إيقاف العملية. وأوضح أن الهدف هو حسم حماس وتدمير البنى التحتية للتنظيم، وأن القوات المقاتلة وُجهت بأن يضعوا الأسرى نصب أعينهم طوال الوقت. وبحسب الجيش، فإن القيادة تعمل بشكل وثيق مع مقر الأسرى برئاسة نيتسان ألون.