أمير إترنجر
نائبة رئيس شعبة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال، العقيد "أ"، قالت اليوم (الأربعاء) في إحاطة سرية لأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن قطر تريد العودة للوساطة في المفاوضات بشأن الأسرى وإنهاء الحرب. وأضافت أن مصر وتركيا أيضاً معنيتان بالمساعدة، لكن لا توجد أي مفاوضات فعلية منذ الهجوم الإسرائيلي في الدوحة في 9 أيلول.
العقيد "أ" أوضحت أنه قبل استهداف قيادة حماس في الدوحة كان الاعتقاد أن قطر لن ترغب بعد الآن في استضافة قادة التنظيم، ما سيؤثر على المفاوضات. وبشأن العملية البرية في مدينة غزة، قالت إن التقديرات في الاستخبارات تشير إلى وجود نحو 7,500 مسلح داخل المدينة – حوالي 5,000 من حماس وقرابة 2,500 من حركة الجهاد الإسلامي، ويشمل ذلك أيضاً عناصر أقل رتبة مثل الفتيان الذين يراقبون تحركات القوات. وأشارت إلى أن حماس تعمل حالياً على تجنيد عناصر، ترميم الأنفاق، التعلم من التجارب السابقة، وتحضير متفجرات، مضيفة أن التنظيم يستعد لفترة قتال طويلة في غزة وشمال القطاع.
ممثل مجلس الأمن القومي في الجلسة، دافيد أومان، قال إن "حتى 6/10 سيكتمل فقط تطويق المدينة وإخلاء سكانها، ولن يتم احتلالها الكامل بعد". وأضاف أن العملية ستجري وفق نموذج غارات متكررة، والتقديرات أن القتال في المدينة سيستمر عدة أشهر.
في الوقت نفسه ظهر لأول مرة على قناة الجزيرة القيادي في حماس غازي حمد، الذي كان هدفاً لمحاولة اغتيال إسرائيلية في الدوحة. وقال إنه كان في اجتماع مع وفد التفاوض ومستشارين، وبعد أقل من ساعة من بدء النقاش حول مقترح أميركي، وقعت الغارة: "سمعنا انفجارات هائلة، خرجنا فوراً بعدما فهمنا أنها قصف إسرائيلي. نُجّينا رغم أن 12 صاروخاً سقطت في أقل من دقيقة".
الأمم المتحدة أعربت اليوم عن "قلق عميق" من نقص الغذاء في شمال غزة، مؤكدة أن مئات آلاف الفلسطينيين "عانوا بالفعل من الجوع" بعد إغلاق إسرائيل المعبر الوحيد للمنطقة الأسبوع الماضي.
في المقابل، رئيس الأركان أيل زامير زار قاعدة سلاح الجو في بلماخيم، التقى أطقم الطيران والمشغلين، وأكد لهم أن الدعم الجوي والإنقاذ الذي يقدمونه منذ بداية الحرب هو "إنقاذ للأرواح" وأن دورهم كـ"عيون إضافية" للقوات البرية داخل غزة هو مفتاح نجاح العملية.
رغم التهجير الواسع، ما زال مئات آلاف الغزيين في ملاجئ داخل المدينة، وبينهم على ما يبدو نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء. عائلات الأسرى واصلت الضغط على نتنياهو في الأيام الأخيرة لدفع صفقة تبادل، وبعضها تظاهر الليلة أمام منزله في القدس. والدة الأسير متان تسنغاوكر وجهت نداءً لزوجة نتنياهو: "كأم لأم – انزلي إليّ. أظهري إنسانية. أريد أن أحدثك عن متان وعن جميع الأسرى. أؤمن أن لك تأثيراً على زوجك يمكن أن يساعد في إعادتهم إلى بيوتهم".