مع قيادة منقسمة، إخفاء للمعلومات وهدف متواضع: عملية "مركبات جدعون ب'" تدخل مرحلتها البرية

يوآف زيتون 

قيادة الجنوب في الجيش الإسرائيلي تصر على تقليص المعلومات الخارجة من غزة إلى الحد الأدنى، لكن تقديرات عسكرية تشير إلى أن وتيرة التقدم ستكون بطيئة لتقليل الخسائر وخطر الأسرى. الهدف التكتيكي المعلن: تدمير قواعد حماس تحت الأرض. أما الهدف الاستراتيجي طويل المدى فغير موجود، والتقديرات أن العملية ستنتهي في يناير.

بعد أيام من قصف أبراج شاهقة ونزوح مئات الآلاف جنوباً، نفذ الجيش غارات جوية كثيفة كتمهيد لدخول قوات المشاة والدروع والهندسة إلى عمق المناطق الحضرية في غزة. تقارير فلسطينية تحدثت عن "حزام نار" في شمال غرب المدينة.

الجيش أعلن صباح الثلاثاء بدء المرحلة البرية بدخول الوحدات الأولى إلى المناطق المكتظة. تم سحب هواتف الجنود الشباب قبل الدخول، مع تعليمات صارمة حول أمن المعلومات. قادة الجيش أبلغوا الجنود أنهم سيبقون داخل غزة نحو شهر.

في اجتماع مساء الأحد، حذر رئيس الأركان هرتسي زامير من أن المناورة ستكلف عشرات القتلى بين الجنود، وستضاعف المخاطر على الأسرى، داعياً الحكومة إلى الإسراع بصفقة تبادل. لكن نتنياهو تمسك برؤية أن العملية ستضغط على حماس وتدفعها نحو الانهيار.

حماس ليست في "المعقل الأخير". لديها قيادة وسيطرة قائمة على شبكة أنفاق واسعة لم تُكتشف بالكامل أو أعيد ترميمها منذ آخر مناورة إسرائيلية. الجيش يركز على تدمير مراكز ثقل الحركة فوق وتحت الأرض.

التكتيك الإسرائيلي الجديد: القتال في بُعدين، فوق الأرض وتحتها. وحدات خاصة وزودت بتجهيزات للكشف عن العبوات داخل الأبنية والشوارع. الهدف هو محو البنية التحتية للمقاومة بما في ذلك الأنفاق، مع هدم أحياء كاملة إذا لزم الأمر.

الجيش يتوقع مواجهة آلاف العبوات الناسفة المزروعة في الشوارع والمباني. كما سيتم استخدام مسيّرات انتحارية من نوع "عَتَلَف" لمهاجمة مجموعات حماس من أعلى.

زامير شدد للقيادات: "اعملوا ببطء ومنهجية. سلامة القوات تسبق السرعة".

التقديرات أن التمرين قد يستمر حتى يناير تمهيداً لمرحلة "مركبات جدعون ج'". ومع ذلك، لا يتوقع الجيش أن يؤدي إلى حسم نهائي ضد حماس، بسبب غياب قرار سياسي حول من سيدير غزة بعد العملية. زامير حذر من أن الإنجازات العسكرية ستتآكل سريعاً من دون بديل سياسي.

في ظل انقسام القيادة الإسرائيلية وفقدان الثقة بين نتنياهو وقيادة الجيش، تدخل العملية البرية في غزة وسط جدل داخلي وغياب دعم شعبي واسع، ومع استمرار الخطر الكبير على حياة الأسرى داخل القطاع.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025