هآرتس
ترجمة حضارات
حايم ليفنسون :
حتى يستفيق ترامب لن يتغير شيء… ونتنياهو يجهّز القاعدة للانتخابات
يتوجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل إلى الولايات المتحدة، في رحلة تبدو أقرب إلى احتفال شخصي. سيتحدث في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطاب يصفه بأنه "حازم وقوي يكشف حقيقة إسرائيل"، ثم يقضي عطلة نهاية الأسبوع مع زوجته سارة، ويزور واشنطن للقاء الحليف الأبدي دونالد ترامب، وربما يجري مقابلات بودكاست مهادنة ويتناول وجبة في مقهى ميلانو. ما السيئ في ذلك؟
يمكن التمني أن لقاء نتنياهو وترامب يحمل بذور تغيير، أن يدرك ترامب أن نتنياهو يماطل ويخادع بشأن إنهاء الحرب. لكن الواقع يقول غير ذلك. بعد مرور عامين على الحرب، يصعب تصور ما قد يمنع إسرائيل من بلوغ ذكراها الثالثة.
في غزة، أنقاض المنازل تتراكم، ونتنياهو يبدو منتشيًا بما يسميه "هدم المدينة"، متجاهلًا كل الاعتراضات. هذه لحظة زهو غير مسبوقة في حياته السياسية. من يحضر اجتماعاته القليلة يصفونه بأنه لا يصغي لأحد. وجد الصيغة السياسية التي تقوده إلى الانتخابات، ويبدو سعيدًا بها بلا حدود.
الصيغة تقوم على شيطنة خصومه من الداخل: بيني غانتس، يائير لابيد، غادي إيزنكوت ونفتالي بينت، بدعم من المؤسسة الأمنية التي "فشلت في السابع من أكتوبر". هؤلاء، بحسب نتنياهو، يريدون إنهاء الحرب والاستسلام لحماس، ما سيؤدي إلى "7 أكتوبر جديد". أما هو، فسيبقى صامدًا. المفارقة أن من كان رئيسًا للحكومة في 7 أكتوبر، يعد بأن اختياره هو الضمان لعدم تكرار الكارثة.
في الدوحة، حيث وقعت عملية فاشلة الأسبوع الماضي، لم يتغير شيء في موقف نتنياهو. سواء نجحت العملية أو فشلت، فهو يصفها بالإنجاز. حتى انتقاده المعتاد للجيش غاب هذه المرة، رغم استخدام ذخيرة غير فعالة. القاعدة متحمسة، وخط الدفاع الإعلامي جاهز: "أنا أعمل مع قطر؟ أنا قصفت الدوحة!" وإذا انهارت المفاوضات مع حماس، فذلك أفضل.
الجيش، من جانبه، يحذر من عبثية العمليات. رئيس الأركان إيال زمير يصعّد تصريحاته ويشتبك مع وزراء الكابينت، لكن كل ذلك لا يتجاوز مادة لتغريدات. وزراء الكابينت يعيشون في عالم موازٍ؛ بتسلئيل سموتريتش يعقد صفقات عقارية في غزة، ولا يكترث لـ"حياة الأسرى".
الجبهة الداخلية محصنة: رئيس الأركان لا يستقيل رغم عدم إيمانه بالعملية، والجبهة الخارجية متماسكة. المقاطعة الدولية تعزز موقف نتنياهو: إن دعمتنا الدول، فذلك بفضله؛ وإن قاطعتنا، فالعالم منافق، وهو من سيواجهه. إن أوقفوا بيع السلاح، فسننتجه محليًا، وإن فشلنا، فالمسؤول هي البيروقراطية والمستشارة القانونية.
تبقى ثغرة واحدة: إقناع ترامب. نتنياهو وعده بعملية سريعة وحاسمة ضد حماس، لكن الجيش يقدر أنها ستستغرق ثمانية أشهر على الأقل. بالنسبة لنتنياهو، لا مشكلة؛ بل يرحب بثمانية أشهر إضافية من الحرب. أما ترامب، الذي يتخيل مشاهد من فيلم "نهاية العالم الآن"، فسيصطدم بحرب خنادق راكدة. في وقت ما، سيفهم أنه تعرض للخداع. ستيف ويتكوف فهم ذلك بالفعل، لكن ترامب لا يزال يمنح نتنياهو فرصة أخرى. وحتى يستفيق – لن يتغير شيء.