هآرتس
ترجمة حضارات
يوسي فرتَر
خطاب "إسبرطة" لم يكن زلة لسان، بل إعلان نوايا محسوب وللأسف واقعي
الحملة المحمومة التي أطلقها فريق نتنياهو لتبرير خطابه عن "سوبر-إسبرطة" بدت عبثية، إذ حاولوا وصفه بأنه مجرد "زلة لسان". لكن الخطاب كُتب وقُرئ من ورقة، بعد عملية صياغة وتنقيح متعمدة. التشبيه الأدق هو عملية اغتيال مخططة يُدعى لاحقًا أنها "طلقة بالخطأ".
في اليوم التالي، عقد نتنياهو مؤتمرًا صحفيًا لتصحيح "سوء الفهم"، لكنه بدا في حالة من الهوس بعد يوم من الاكتئاب. أعلن أن الاقتصاد الإسرائيلي "قوي ومدهش"، رغم أن الأسواق فقدت الثقة به، والضرر المالي لم يتراجع. سلوكه زاد من الصدمة العامة داخل (إسرائيل) العاملة والمنتجة.
في المؤتمر نفسه، هاجم نتنياهو بعنف مراسل قناة "كان" ميخائيل شيمش، ودافع عن الوزيرة ماي غولان المتهمة بالفساد، كما هاجم رئيس الأركان أيال زمير، متهمًا إياه بالتردد حيال عملية "مركبات جدعون 2'" في غزة. غولان نفسها تتجنب التحقيق وتستفيد من حماية الائتلاف، رغم وجود شبهات جدية ضدها.
إلى جانب ذلك، برز وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بأقوال هلوسية. الأول تحدث عن "كنز عقاري" في غزة وعن تقاسم أراضٍ مع الأميركيين، والثاني وعد ببناء حي للشرطة على شاطئ غزة. وبينما يُقتل الجنود ويُؤسرون، يتحدثان بحماسة عن أوهام توسعية.
المسؤولية الكبرى تبقى على نتنياهو. العملية البرية "مركبات جدعون 2'" ستُسجل كفصل مظلم جديد، مع دخول الجنود إلى مناطق حضرية خطرة بلا هدف واضح، ومئات آلاف الفلسطينيين الهاربين من القصف، ومئات القتلى المدنيين الذين يرسخون صورة (إسرائيل) كدولة وحشية يقودها يمين متطرف.
الأسبوع المقبل قد يشهد تحول نتنياهو إلى "السيد فلسطين". دول غربية كبرى تستعد للاعتراف بدولة فلسطينية، والجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قد تكون محطة تاريخية. ومع نهاية الأسبوع، سيقف نتنياهو نفسه على المنصة، بخطاب دفاعي مكرر عن "المحرقة "و7 تشرين الأول، لكن رائحة الفشل ستغلب.
دبلوماسي غربي رفيع أوضح أن السبب هو خطر غير مسبوق يهدد حل الدولتين: التوسع الاستيطاني، مشاريع في منطقة E1، مصادرة الأراضي، طرد السكان، وتصاعد عنف المستوطنين. هذه السياسات تهدد بفناء كامل لفكرة الدولتين.
نتنياهو يلوّح بالرد بخطوات أحادية، كضم أجزاء من الضفة. الغرب يحذّر من أن أي ضم – حتى لو كان "رمزيًا" – سيُقابل بعقوبات اقتصادية وتجارية شديدة. "الأسبوعان القادمان سيكونان مثيرين جدًا"، ختم الدبلوماسي.