هآرتس :
بحسب مصادر مصرية ودبلوماسية، تشك القاهرة في أن طلب نتنياهو يهدف إلى تمهيد الطريق لترحيل سكان من غزة إلى سيناء. وقال أحدهم: "مصر ليست لديها نوايا هجومية، وهي ترى في السلام مع إسرائيل مكسبًا استراتيجيًا. همّها الأساسي هو أن يُقتلع الفلسطينيون قسرًا إلى أراضيها".
قال مصدر مصري لصحيفة "هآرتس" اليوم (السبت) إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف التعاظم العسكري المصري في سيناء. وفي القاهرة لا ينكرون أن هناك بالفعل عملية تعاظم عسكري في سيناء، تشمل بناء مطار عسكري في المنطقة. وأوضح المصدر: "مصر ليست لديها نوايا هجومية، وهي ترى في السلام مع إسرائيل مكسبًا استراتيجيًا. همّها الأساسي أن الفلسطينيين يُقتلعون قسرًا إلى أراضيها". وأضافت مصادر مصرية ودبلوماسية أن القاهرة تشتبه بأن نتنياهو يسعى لتقليص القوات في سيناء رغم معرفته أنها لا تهدد أمن إسرائيل، وذلك بغرض السماح بترحيل قسري للفلسطينيين إلى المنطقة.
أحد المصادر شدّد على أن تعزيز القوات المصرية في سيناء ليس ظاهرة جديدة. وأشار إلى أن اتفاقية السلام بين البلدين تنص على أن لمصر يُسمح بنشر حتى 450 جنديًا مسلحين بأسلحة خفيفة على مسافة تصل إلى 32 كم من الحدود مع إسرائيل. لكن بعد الانفصال (عن غزة) تم الاتفاق على زيادة عدد الجنود. ومنذ 2011 ارتفع العدد أكثر بالتنسيق مع إسرائيل، ليصل إلى نحو 40 ألف جندي، بهدف تمكين الجيش المصري من محاربة الإرهاب في سيناء. وقال إن إسرائيل لم تُبدِ معارضة لذلك ورأت فيه خطوة ضرورية لأمن البلدين. في 2015 أُنشئ آلية تنسيق عسكري بين إسرائيل ومصر، بموجبها تم الاتفاق على "خروقات متفق عليها" تسمح بدخول القوات المصرية إلى سيناء. وفي إطار هذا التنسيق، سمحت إسرائيل لمصر حتى بتشغيل سلاحها الجوي في تلك المناطق، ووفق تقارير في وسائل إعلام عربية – نُفيت في مصر – فقد ساعد سلاح الجو الإسرائيلي في تلك المعركة.
هذا الشهر قال نتنياهو إنه ينوي دراسة فتح معبر رفح من جانبه في غزة، الخاضع لسيطرة إسرائيل، للسماح بمرور سكان القطاع إلى مصر. وأضاف: "نصف سكان القطاع يريدون الخروج منه. نحن لا نأتي لطردهم، ولكن أن نحبسهم قسرًا في الداخل؟ كل فرسان حقوق الإنسان، أين أنتم؟ عندما يتعلق الأمر بما يخدم إسرائيل، لا توجد حقوق إنسان، حتى عندما يتعلق الأمر بالحق الأساسي لكل فلسطيني في الخروج". وردت مصر حينها مؤكدة أنها لن تكون محطة انتقال لترحيل قسري لسكان القطاع. وقالت: "هذا خط أحمر غير قابل للتغيير".
في بداية العام انتشرت على شبكات التواصل ووسائل الإعلام تقارير تفيد بأن الجيش المصري يجري تدريبات شوهدت فيها عشرات الدبابات والجنود يؤدون تدريبات دخول وخروج من أنفاق. وأوضحت المنظومة الأمنية الإسرائيلية حينها أن تلك التقارير غير صحيحة. وقال ضباط كبار في الجيش لـ"هآرتس" آنذاك إن الجيش يفحص من يقف وراء تلك التقارير، ولا يستبعد احتمال أن مصدرها قطري. وبحسبهم، قد تكون قطر تعمل على إضعاف مكانة مصر كوسيط أمام الولايات المتحدة في قضايا الشرق الأوسط عمومًا، وقطاع غزة خصوصًا.
سفير إسرائيل في واشنطن يحيئيل لايتر زعم في تلك الفترة أن مصر تخرق اتفاقية السلام بين البلدين. وقال إن الجيش المصري أقام في سيناء قواعد "يمكن أن تُستخدم فقط لعمليات هجومية، لأسلحة هجومية". وأضاف: "هذا خرق واضح للاتفاقية".