بريطانيا وكندا وأستراليا تعلن الاعتراف بدولة فلسطينية

 ليزا روزوفسكي وجاكي خوري – "هآرتس" من نيويورك

أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا اليوم (الأحد) اعترافها بدولة فلسطينية. رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر قال في بيان مصور: "أمام الفظائع المتزايدة في الشرق الأوسط نحن نعمل لإبقاء حل الدولتين حياً. نريد حلاً تكون فيه إسرائيل آمنة إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة. اليوم، لا هذا موجود ولا ذاك. اعترفنا بإسرائيل قبل أكثر من 75 عاماً كوطن للشعب اليهودي، واليوم ننضم إلى أكثر من 150 دولة للاعتراف أيضاً بفلسطين".

رئيس وزراء كندا مارك كارني صرح أن "الحكومة الإسرائيلية تعمل بشكل منهجي لمنع قيام دولة فلسطينية"، وأكد أنه حصل على التزامات مباشرة من السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات في 2026 لن يُسمح لحماس بالمشاركة فيها. رئيس وزراء أستراليا أنطوني ألبانيزي شدد في بيان منفصل أن "حماس لا يمكن أن يكون لها أي دور في فلسطين".

ستارمر أوضح أن الدعوة لحل الدولتين هي "النقيض التام لرؤية الكراهية لدى حماس". وقال إنه التقى عائلات رهائن بريطانيين ورأى "العذاب الذي يعيشونه يومياً"، مؤكداً أن "الاعتراف ليس جائزة لحماس، لأن حماس لن يكون لها مستقبل في الحكم". وأعلن أن بريطانيا ستفرض قريباً عقوبات على شخصيات إضافية من الحركة.

كارني أضاف أن الاعتراف بدولة فلسطينية برئاسة السلطة "يعزز من يسعون للتعايش بسلام ونهاية حماس". كما ذكر أن السلطة الفلسطينية قدمت "التزامات مباشرة" لكندا بإجراء إصلاحات سياسية وتنظيم انتخابات عامة خلال عام، يُسمح فيها فقط للملتزمين بميثاق منظمة التحرير بالمشاركة. عباس أرسل رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد فيها التزامه بالانتخابات، وقال إن "المشاركين يجب أن يكونوا ملتزمين بميثاق منظمة التحرير"، ما يمنع عملياً مشاركة حماس.

عباس رحّب بالخطوة البريطانية واعتبرها "تاريخية وجريئة"، مشدداً على أنها تعبر عن دعم لتحقيق السلام والاعتراف بـ"حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف". نائبه حسين الشيخ وصف اليوم بأنه "يوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني وانتصار تحقق بفضل صبركم وصمودكم وتضحياتكم".

ستارمر تطرق أيضاً للوضع في غزة وقال إن "الأزمة الإنسانية من صنع الإنسان وصلت إلى عمق جديد". وأضاف: "القصف المستمر والمتزايد من الحكومة الإسرائيلية، العملية الأخيرة، الجوع والدمار – غير مقبولة إطلاقاً". ودعا إسرائيل إلى "رفع القيود غير المقبولة على دخول المساعدات، ووقف هذه السياسة الوحشية، والسماح بتدفق المساعدات".

يُذكر أن ستارمر أعلن في تموز أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطينية قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة لتحسين الوضع في غزة.

من جهتها، وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت الاعتراف بشكل قاطع، وقالت إن "السلطة لم تفِ بأي التزام – لم توقف التحريض، لم توقف دفع الأموال للمهاجمين، لم تتخذ خطوات لمكافحة الإرهاب – والدليل الصواريخ التي وُجدت الأسبوع الماضي قرب رام الله. السلطة جزء من المشكلة وليست الحل".

غداً تبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومن المتوقع أن تعلن فرنسا أيضاً عن الاعتراف بفلسطين. الجلسة ستفتتح بمؤتمر "حل الدولتين"، مبادرة فرنسية-سعودية. الجمعية العامة كانت قد أقرت قبل أسبوعين بأغلبية كبيرة إعلاناً يدعو إلى "تنفيذ سريع" لحل الدولتين.

الخطة الفرنسية-السعودية تتضمن: إنهاء الحرب، إطلاق الأسرى، انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، تسليم سلاح حماس للسلطة، نشر قوة استقرار دولية، إصلاحات سياسية وانتخابات فلسطينية بدون حماس، ونقل ولاية الأونروا للسلطة من أجل "حل عادل" لقضية اللاجئين. أيدت الخطة 142 دولة، عارضتها 10 بينها الولايات المتحدة، وامتنعت 12. من بين الدول الأوروبية، فقط المجر عارضت، والتشيك امتنعت، بينما أيدت باقي الدول.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025