– معاريف أونلاين –
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعلن أمس (السبت) في مقابلة حصرية مع شبكة CBS بُثت اليوم أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية في 22 أيلول، مهاجماً بشدة النهج الإسرائيلي في الحرب على غزة وواصفاً بعض التصريحات الصادرة عن إدارة ترامب بأنها "مجنونة". إعلانه سيُعلن رسمياً في حدث خاص غداً في الأمم المتحدة، بعد أن أعلنت البرتغال، بريطانيا، كندا وأستراليا اليوم اعترافها بدولة فلسطينية.
ماكرون يهاجم الحرب على حماس
ماكرون كشف في المقابلة معطيات مثيرة للقلق عن فعالية الحرب الإسرائيلية على حماس:
"في بداية الحرب كان هناك نحو 25 ألف مقاتل من حماس. الجيش الإسرائيلي قتل ربما نصفهم، لكن حماس نجحت في تجنيد عدد مماثل. لديكم كما في البداية نفس عدد المقاتلين، وهذه أفضل شهادة على أنه إذا أردنا تفكيك حماس، فالحرب الشاملة ليست هي الجواب".
وأوضح: "إسرائيل حققت نتائج أمنية رائعة ضد قادة حزب الله وحماس، ونجحت في تحييد العديد من متخذي القرارات الكبار في جماعات الإرهاب. هذا إنجاز لها. لكن فيما يتعلق بالقتال ضد حماس، فهذا فشل".
خطة ثلاثية للشرق الأوسط
ماكرون عرض خطة شاملة لحل النزاع بثلاث مراحل:
1. مرحلة طارئة: وقف إطلاق النار، إطلاق سراح جميع الأسرى، وإعادة بناء الممرات الإنسانية واستقرار غزة.
2. مرحلة "اليوم التالي": بحث كيفية تنظيم غزة من حيث الحكم، الأمن، وإعادة الإعمار.
3. المرحلة الثالثة: أفق حل الدولتين.
قال ماكرون إن الاعتراف بدولة فلسطينية هو "الطريق الوحيد لتقديم حل سياسي للوضع الذي يجب أن يتوقف"، مضيفاً: "أنا لا أستجيب لحماس بهذا. حماس مهووسة فقط بتدمير إسرائيل، لكني أعترف بشرعية الكثير من الفلسطينيين الذين يريدون دولة. إنهم شعب، يريدون أمة، يريدون دولة، ولا يجب أن ندفعهم نحو حماس".
"في المستوطنات لا يوجد حماس" – انتقاد حاد لإسرائيل
ماكرون هاجم بشدة قرار الكنيست بشأن الاستيطان: "أحد العناصر المركزية الذي دفعني في تموز إلى الإعلان عن أفق الاعتراف في 22 أيلول هو تصويت الكنيست. عندما قرر الكنيست استئناف الاستيطان في الضفة الغربية، كانت هذه أفضل شهادة على أنهم لا يريدون محاربة حماس. لا يوجد حماس في الضفة. إنهم ببساطة يريدون تدمير الأطر السياسية القائمة وإمكانية حل الدولتين".
معارضة لاقتلاع الفلسطينيين
ماكرون أعرب عن معارضته الشديدة لأي خطة لاقتلاع الفلسطينيين من غزة: "كيف تريد أن يكون اليوم التالي ممكناً إذا كنت تقتلع آلاف الناس؟ إذا قبلت عملياً أن إسرائيل ستقتلع هؤلاء الناس، فلن ترى أبداً يوماً تالياً. إذا كان الشرط المسبق للخطة هو دفعهم للخارج، فهذا جنون".
وأضاف: "لا يمكننا – من أجل مصداقية الولايات المتحدة، من أجل مصداقية فرنسا – أن نكون شركاء بشكل مباشر أو غير مباشر في مشروع كهذا. لأنه مشروع كهذا نعرف نتائجه. وبالمناسبة، كل خبراء الأمن، حتى في إسرائيل، واضحون جداً أن هذا سيكون كارثة إنسانية".
مواجهة مع إدارة ترامب
ماكرون رفض بشدة الانتقادات الأميركية لقراره، بعد أن وصف وزير الخارجية ماركو روبيو القرار بأنه "متهور": "هدفي في هذا الموضوع هو الالتزام على أساس الخطة التي سنعرضها مع الإدارة الأميركية. هناك عمل مهم يُنفذ من قبل السيد فيتكوف، الوزير روبيو، وأيضاً جارد كوشنر وتوني بلير".
كما هاجم السفير الأميركي في فرنسا، تشارلز كوشنر، بسبب تصريحاته حول معاداة السامية: "هذا خطأ وتصريح غير مقبول لشخص يفترض أن يكون دبلوماسياً. لم يُسمح أبداً لسفير فرنسي أن يتصرف هكذا. إذا كنت دبلوماسياً، عليك الالتزام بقواعد الدبلوماسية".
وأكد: "لا يمكنك إنكار وجود إسرائيل. معاداة الصهيونية غير مقبولة وهي معاداة للسامية. لكن هذا لا يعني أنه لا يُسمح لك بالاختلاف مع حكومة إسرائيل. وإلا سنصبح مجانين. أنا ضد كل خطاب معادٍ للصهيونية، لكني أؤيد أن يُسمح بالاختلاف مع نتنياهو وعدد من وزرائه في مواضيع عديدة".
"عزل حماس" – الاستراتيجية الفرنسية
ماكرون أوضح أن الهدف من الاعتراف هو عزل حماس: "بفضل هذا الاعتراف، وبفضل المسار الدبلوماسي الذي أطلقناه، بدأنا نعزل حماس، لأننا – في إعلان نيويورك، الذي صوتت له 142 دولة – جمعنا كل دول الجامعة العربية، وكل قادة المناطق، للعمل معنا عن قرب لتفكيك وتجريد حماس من السلاح".
وأضاف: "الآن جمعنا كل هذه الدول، كل هؤلاء الأشخاص للعمل معنا عن قرب في هذا المسار. بهذا يمكننا خلق الشرط لعمل ملموس: أولاً، إعطاء هذا الحق للشعب الفلسطيني، ثانياً، عزل حماس عن بقية الفلسطينيين وعن المنطقة كلها، وبالضبط بناء أمن".