بينت يوجّه رسالة إلى نتنياهو ويحذّر قادة المنظومة الأمنية – لخياراتكم عواقب

هآرتس

ترجمة حضارات 

عاموس هرئيل

في بيان استثنائي، نشر نفتالي بينت "تعزيزًا خاصًا" لموظفي الخدمة العامة وأجهزة إنفاذ القانون، محذرًا قادة المنظومة الأمنية من الخضوع للضغوط السياسية التي تهدف إلى تمكين بنيامين نتنياهو من تأجيل الانتخابات. وقال: "أنتم تتحمّلون المسؤولية عن أفعالكم... قريبًا ستُستبدل هذه الحكومة".

تأتي هذه الرسالة في ظل مخاوف من محاولة نتنياهو تأجيل الانتخابات المقرّرة في تشرين الأول 2026، بذريعة حالة طوارئ أمنية. وقد ألمح بينت إلى احتمال استخدام التهديد الإيراني كتبرير لهذا التأجيل. كما حذّر من أن التعيين المخطط لداود زيني رئيسًا لجهاز الشاباك يُشكّل خطرًا على الديمقراطية، نظرًا لولائه الشخصي لنتنياهو.

من جانبه، ردّ وزير الدفاع إسرائيل كاتس بازدراء، قائلاً إن بينت "منفصل عن الواقع الأمني ويعيش في عالم خيالي". لكن في خلفية المشهد، يدور صراع داخلي حول توجهات الحكومة، بين نتنياهو الذي يسعى إلى تصعيد التوتر مع إيران، وبين شكوك داخل الجيش حول جدوى الإنجازات العسكرية في غزة التي لم تعد تُعتبر ذات قيمة استراتيجية.

في الوقت ذاته، عزّز فشل عملية اغتيال قيادات حماس في قطر ادعاء بينت بأن كبار المسؤولين الأمنيين يفتقرون إلى الصلابة في مواجهة نتنياهو. وقد ذكّرهم بأنهم أيضًا سيُطلب منهم تقديم الحساب عن سلوكهم.

تُناقش حاليًا قضية تعيين زيني رئيسًا للشاباك. ويحذّر معارضوه من أن نتنياهو يسعى لتحويل الجهاز إلى أداة سياسية في معركته ضد خصومه ونشطاء الاحتجاج، بينما يرى مؤيدوه أنه مقاتل كاريزمي يتمتع بخبرة واسعة.

وفي ظل هذا الصراع السياسي، تستمر الحرب في غزة. ويعترف ضباط كبار بأن حركة حماس توقفت منذ زمن عن أن تكون جيشًا منظّمًا، وعادت إلى أسلوب حرب العصابات. الدمار في غزة هائل، لكن الإنجازات العسكرية لا تُترجم إلى مكاسب استراتيجية واضحة، ما يدفع بعضهم إلى التشكيك في جدوى استمرار القتال.

وبغياب مسار سياسي، تحتفظ حماس بالأسرى كورقة ضغط رئيسية. وقال مصدر عسكري: "السحق، والهدم، والاحتلال – قد تبدو جيدة لقاعدة نتنياهو، لكن من الصعب رؤية كيف يمكن تحقيق أهداف الحرب بهذا الشكل".

الخلاصة:
بينت يوجّه رسالة واضحة إلى نتنياهو بأنه يتابع تحركاته، ويُحذّر المنظومة الأمنية من التصرف بلا مسؤولية، وينبّه إلى خطورة التعيينات القائمة على الولاء الشخصي، والتي تهدد الديمقراطية. كل ذلك يجري في ظل حرب مستمرة في غزة، بلا أهداف واضحة، ومع دمار واسع النطاق.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025