واي نت
ترجمة حضارات
ليمور لبنات
قناه 14 وعرض اليمين المزيف للسياقات
في العامين الأخيرين، ارتكب رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، كل خطأ ممكن. فقد الدعم الدولي بعد المجزرة، والآن يأمل أن يتلاشى "التسونامي السياسي" من تلقاء نفسه. لكن الأمر ليس كذلك.
في القدس، في سنة (5785 بالعبرية)، ومن داخل مكتب رئيس الحكومة، قامت الدولة الفلسطينية.
خلال العامين الماضيين، ارتكب نتنياهو أخطاء جسيمة، سواء بأفعاله أو بامتناعه عن اتخاذ خطوات ضرورية، أبرزها تجاهله لاستغاثة غالبية الشعب المطالبة بوقف الحرب في غزة، وإعادة الجنود والمدنيين المحتجزين لدى حماس.
في البداية، كان العالم معنا. في 7 أكتوبر 2023، عبّر زعماء العالم عن دعمهم( لإسرائيل). بعضهم زار البلاد وتأثر بشدة من مشاهد "المجزرة" التي ارتكبتها حماس، وآخرون شاهدوا فيلم الفظائع. كان خروج الجيش الإسرائيلي للدفاع عن المواطنين أمرًا بديهيًا للجميع – حرب دفاعية لا خيار فيها. لكن مع استمرار الحرب، نجحت حماس في رفع رأسها من بين الأنقاض، وأدارت حملة دعائية فعالة ضدنا، بينما فشل "السيد أمن" و"السيد دعاية" في أداء مهامهم – فلم يُفعّل أي جهاز إعلامي حقيقي، وأدار العالم ظهره لنا.
مدّد نتنياهو الحرب أكثر فأكثر، لما يقارب السنتين، دون أن تلوح النهاية في الأفق – فقط ليحافظ على حكمه، في مواجهة تهديدات بن غفير وسموتريتش بتفكيك الائتلاف. وفي هذه الأثناء، أصبحنا منبوذين عالميًا – في الثقافة، في الرياضة، وفي الساحة السياسية. أمام صور الفظائع في غزة التي تُعرض في كل مكان، لم يعد أحد يسأل "من بدأ؟" – نحن نُصوَّر كالأقوياء الذين يعذبون الضعفاء، نساءً وأطفالًا جائعين. أما قضية المختطفين؟ فهي تهم ترامب فقط، وحتى هو، أقل فأقل.
نتنياهو غاضب، لكن على ماذا؟ فهو نفسه من طرح رؤية الدولة الفلسطينية في "خطاب بار إيلان" عام 2009. ثم ادّعى لاحقًا أنه لم يكن جادًا – كما هو الحال مع كثير من تصريحاته السياسية، مجرد كلام للاستهلاك الخارجي، بلا مضمون حقيقي، سوى رغبة لحظية في نيل الإعجاب.
والآن، بلغنا الذروة: سلسلة من الدول أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية، تاركة (إسرائيل) في عزلة إلى جانب فيجي، ميكرونيزيا، بالاو، والولايات المتحدة – على الأقل حتى يملّ ترامب أيضًا. نتنياهو غاضب، لكن على ماذا؟ هذه رؤيته هو، التي عرضها بنفسه.
نتنياهو، انظر حولك للحظة: أنت تعزل نفسك أكثر فأكثر، محاطًا كطغاة أمريكا الجنوبية أو كوريا الشمالية. لم تعد قادرًا على النظر في أعين عائلات المختطفين – بعد أن كنت، حتى وقت قريب، تلتقي بهم أنت وزوجتك "سارة النفسانية" في مناسبات نادرة. وعدت بوعود، وفي المقابل حرصت على إفشال كل صفقة تبادل كانت مطروحة. والآن، وصلوا إلى مدخل منزلك في شارع غزة، فأمرت بوضع أسلاك شائكة وأقمشة سميكة كي لا تضطر لرؤيتهم أو سماع أصواتهم – لا سمح الله. هل تعتقد أن تجاهلهم سيجعل المشكلة تختفي؟
هكذا أيضًا تتعامل مع التسونامي السياسي – الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، المقاطعات، والعزلة. تظن أن التجاهل سيجعل كل هذا يختفي. لكنه لن يختفي. الأضرار التي تسببت بها لن تزول من تلقاء نفسها. لكي تزول، يجب أن تُستبدل.
في مساء رأس السنة الجديدة، لم يبقَ لنا إلا أن نأمل أن تكون أنت من سيختفي من الحكم في السنة القادمة، التي نرجو أن تحمل الخير.