هآرتس
ترجمة حضارات
مقال التحرير
مظاهرة من أجل الأسرى وضد الحكومة في تل أبيب، يوم السبت. الأمل الوحيد يكمن في المواطنين الذين ما زال يهمهم هذا المكان ومستقبله.
السنة العبرية التي تنتهي اليوم لم تتمكّن من إنهاء لعنات سابقتها. وللأسف السنة الجديدة و التي ستبدأ غدا، لا تفتح صفحة جديدة، بل تواصل سلسلة جديدة من اللعنات. لا يوجد فيها أمل، فضلاً عن أن تحمل بركات.
في تصريح عائلات الأسرى قرب مقر إقامة رئيس الحكومة الأسبوع الماضي، قالت عيناف تسنجاوكر، والدة متان: "نحن هنا أمام بيت رئيس حكومة الإهمال، الرجل الذي قرر استغلال وطنية جنودنا كي يُعدم المشكلة السياسية الكبرى التي يواجهها: أولادنا، متان إبني".
تتحدث تسنجاوكر من دم قلبها، لكن صوتها يتجاوز ألم الأم الخاص. هذه صرخة الدولة كلها، التي تُرك مصيرها مهملاً. عشية رأس السنة، وأينما نظرنا نرى فقط إهمالاً، تسيّبا، فسادا، سخرية، قبحا، وقسوة قلب.
(إسرائيل ) غارقة في حرب فقدت منذ زمن بعيد صلتها بأهدافها. رئيس الأركان إيال زامير اعترف بأن الجيش ليست لديه أي فكرة عن المرحلة المقبلة، لأن بنيامين نتنياهو لا يقول شيئا. أما بشأن مصير الأسرى، فالجمهور يُضطر للمعرفة من رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، الذي يرمي أرقاما في الهواء، بينما في( إسرائيل) يسود الصمت.
أعداد القتلى والدمار الهائل في غزة لم تعد تهم الجمهور في (إسرائيل) ، الذي علق في نار الانتقام. عدد القتلى هناك تجاوز الـ60 ألفا، معظمهم مدنيون أبرياء، كثير منهم أطفال. أحياء كاملة دُمّرت، والآن إسرائيل مصمّمة على تدمير مدينة غزة نفسها وتهجير سكانها. لكن القصة لا تنتهي هنا. التضحية بحياة الأسرى، الاستعداد للتضحية بالجنود عبثا، الإضرار بالمدنيين، الامتناع عن الدفع ببديل سياسي لحماس، محاولة الاغتيال الفاشلة لقادة حماس على أرض الدولة الوسيطة، ورفض التعاون مع الجهود الدبلوماسية — كل هذه تتداخل في مسيرة دمار شاملة.
(إسرائيل) تتحول إلى دولة منبوذة، مقاطَعة، ومواطنيها يصبحون ضيوفا غير مرغوب فيهم في العالم. والبشرى الوحيدة التي في فم رئيس الحكومة للجمهور هي: تعوّدوا.
وبالموازاة تستمر الحرب على المستشارة القانونية للحكومة؛ الحكومة تدفع نحو التهرّب من الخدمة للحريديم، بينما تُلقي بالمزيد من الأعباء على جنود الاحتياط؛ وفي محيط رئيس الحكومة فضيحة تلاحق أخرى، فساد وانحلال يسيطران في كل مكان. ملاحقة الإعلام، قضاة المحكمة العليا، نشطاء الاحتجاج، المعارضة عموما وأعضاء الكنيست العرب خصوصا، التهديد على ميزانيات الثقافة والفنون وحرية التعبير — كل هذا جزء من تلك المعركة على التحريض والإهانة والإفساد.
(إسرائيل) تدخل السنة الجديدة منكسرة. تقودها "حكومة كارثة" لا يمكن أن يتغير الاتجاه من دون إزالتها. الأمل الوحيد يكمن في المواطنين الذين ما زالوا يهتمون بهذا المكان وبمستقبله. وحدهم يستطيعون جعل العام القادم أقل سوءا من سابقه