– رويترز | أوريئل ديسكل – مجلة وآراء
ترامب نجح في السيطرة على الإعلام الأميركي. قريبًا عندنا!!
غرف الأخبار في الولايات المتحدة ما زالت مليئة بصحفيين مستقلين وأقوياء، لكن ترامب وإدارته يعملون بكل قوة على قص أجنحتهم – اقتصاديًا، دستوريًا، وجماهيريًا. وقد حققوا بالفعل نجاحات ملموسة. في إسرائيل، كالمعتاد، سيحاولون التقليد.
تراجع حرية الصحافة، المساس بحرية التعبير وتآكل الديمقراطية في أميركا جاءت كنتيجة جانبية لصفقات تجارية، اندماجات بين شركات عملاقة وتعاون وُصف بـ"الخسيس" بين أغنى وأقوى رجال العالم.
خريطة الإعلام الأميركي تغيّرت كليًا منذ 2016، حين دخل ترامب السياسة كـ"قوة طبيعية" هدفها أن يكون "ملك" أميركا. تفكك مؤسسات الإعلام التي كانت ناقدة بشدة لترامب – شخص أُدين بجرائم مختلفة قبل انتخابه – هو الدليل الأوضح على أن الإعلام خاضع تمامًا للمناخ المالي، بلا مبادئ صحفية أو ديمقراطية.
اليوم الإعلام الأميركي – المليء بالاحتكارات أكثر من أي وقت مضى ومعظم ملكيته في أيدي الأثرياء – ضعيف ومفكك، ما يمكّن سلطة أوتوقراطية من تفكيك الأسس التي قامت عليها الديمقراطية الأميركية. مثال: تعليق برنامج جيمي كيميل على قناة أمريكية بسبب سخريته من رد ترامب على وفاة تشارلي كيرك، بعد تهديد مفوضية الاتصالات الفدرالية بفرض غرامات أو سحب ترخيص.
تأثير ترامب تعزز عبر علاقاته مع المليارديرات الذين منحهم خلال رئاسته إعفاءات ضريبية بقيمة 3–4 تريليونات دولار للعقد القادم. هؤلاء يسيطرون على مؤسسات كبرى مثل CBS وباراماونت وSkydance، إضافة إلى مواقع إعلامية كبرى، ويفاوضون على شراء Warner Bros Discovery (المالكة لـ CNN). كما ضغطوا على منصات مثل Meta (زوكربيرغ)، تويتر-إكس (إيلون ماسك)، وربما قريبًا TikTok الأميركي.
الصحفيون المستقلون ما زالوا موجودين، لكن الإدارة تعمل على سحقهم اقتصاديًا وقانونيًا وجماهيريًا. الهدف: السيطرة على السردية، منع التغطية الصحفية الحقيقية، وتقويض مفاهيم مثل النقد، السخرية، الحقائق والبحث. المقال يخلص إلى أن ما يفعله ترامب بالإعلام الأميركي، يفعله نتنياهو في إسرائيل عبر تحالفاته مع رأس المال، للهيمنة على السردية وقمع النقد.