يديعوت احرنوت
ترجمة حضارات
ابتمار ايشنر
انتهى المؤتمر الفرنسي السعودي بإعلان تسع دول جديدة اعترافها بحق الفلسطينيين في إقامة دولة، وذلك بعد أقل من عامين (من مجزرة حماس الدموية ) ورغم أن العرض الذي قُدم في نيويورك وُصف بأنه "ضجة لا طائل منها"، إلا أنه يُعد إهانة لسلوك حكومة نتنياهو، ويكشف عن تراجع في مكانة (إسرائيل) السياسية. أما الدعم الذي لا يزال الرئيس ترامب يُقدمه، فقد يُسهم في تعقيد ردود الفعل الإسرائيلية المحتملة.
في ختام المؤتمر الذي عُقد في الأمم المتحدة يوم الاثنين، بدا أن (إسرائيل) مُنيت بهزيمة دبلوماسية واضحة. فبعد أن اعتُبرت ضحية لهجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تجد نفسها اليوم في مواجهة سياسية مع 153 دولة تعترف باستقلال الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته. عقودٌ من الجهود الإسرائيلية لمنع هذا النوع من الاعتراف ذهبت أدراج الرياح، في ظل نشوء واقع سياسي جديد. وقد اتضح في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأمس أن (إسرائيل) تواجه انحدارًا سياسيًا متسارعًا.
80% من دول العالم تعترف بدولة فلسطين: بعضهم انضم للتيار السياسي، والبعض الآخر ينتظر الإفراج عن الرهائن.
أدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعلان تاريخي في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن دول العالم الحر – الديمقراطيات المستنيرة والمهمة – قد عبّرت عن موقفها بوضوح. فرنسا، بريطانيا، كندا، أستراليا، إسبانيا، وعدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي، وهي دول تُعرف في المصطلحات الدبلوماسية بـ"الدول ذات التوجهات المتشابهة"، لم تكتفِ هذه المرة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل قادت هذه الخطوة في الأمم المتحدة. وتشير التقديرات في( إسرائيل) إلى أن الديمقراطيات القليلة التي لم تعترف بعد، مثل فنلندا واليابان وكوريا الجنوبية، ستفعل ذلك عاجلًا أم آجلًا.
السعودية، التي كانت حتى وقت قريب تُعدّ أمل (إسرائيل )وإدارة ترامب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، باتت تُصنّف اليوم في مقدمة إخفاقات السياسة الخارجية الإسرائيلية. علاوة على ذلك، تؤيّد السعودية ودول الخليج سياسات تهدف إلى إبعاد (إسرائيل )عن المنطقة. (فإسرائيل)، التي كان يُفترض أن تكون جزءًا من الحل، أصبحت الآن تُنظر إليها كجزء من المشكلة، لا سيما في ضوء محاولة اغتيال كبار قادة حماس في العاصمة القطرية.
في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس، تطرّق أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، قائلاً: "العالم أجمع مصدوم من عمل (إسرائيل) الشنيع، الذي صنّفناه إرهاب دولة. إذا كان إطلاق سراح الرهائن يعني نهاية الحرب، فإن الحكومة الإسرائيلية تعارض ذلك. هدفها تدمير غزة".
كما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "يتفاخر بمنع قيام دولة فلسطينية، ويتفاخر بمنع السلام الآن وفي المستقبل. نتنياهو يحلم بأن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وقد حذّرت الدول العربية والإسلامية من عواقب هذا الوهم. كل من يعارض دعاية (إسرائيل) يُصنّف إرهابيًا أو معاديًا للسامية".
يُعدّ تحالف فرنسا مع السعودية لعقد المؤتمر خطوة ذكية من الجانبين؛ إذ تولّت فرنسا زمام المبادرة في أوروبا، بينما استحوذت السعودية على القيادة من بين الدول العربية المعتدلة، مما يُعزّز المكانة الدولية لكلٍّ من باريس والرياض.
ظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين. ويُعدّ تغيّر العلاقات بين الرئيسين أحد أسباب موجة الاعتراف الحالية. ففي الواقع، تُعتبر خطوة ماكرون، الذي قاد هذه الموجة، ردًّا على التوترات المتصاعدة بين فرنسا والولايات المتحدة: من توتر العلاقات الشخصية بينه وبين ترامب، إلى الخلافات حول القضايا الأمنية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وصولًا إلى حرب الرسوم الجمركية بين البلدين. وقد دفعت هذه العوامل فرنسا إلى اتخاذ موقف أكثر حدّة تجاه واشنطن.
بعد موجة الاعتراف، لا يرغب المجتمع الدولي في رؤية "أعمال انتقامية" من (إسرائيل)، مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية. فمثل هذا الإجراء سيُفسَّر على أنه تحدٍّ، ومن المرجح أن يؤدي ليس فقط إلى موجة إدانة، بل إلى خطوات عملية مثل قطع العلاقات أو اتخاذ قرارات في مجلس الأمن الدولي. وقد مُنحت رسائل من هذا النوع، التي كانت دول الخليج تنقلها سابقًا عبر القنوات الدبلوماسية، منصةً علنية الآن.
قد يرى البعض أن تصريحات قادة العالم التي تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة تُعدّ "إنجازات". فعلى سبيل المثال، يمكن اعتبار مطالبة القادة بالإفراج عن رهائن حماس في قطاع غزة ونزع سلاح المنظمة إنجازًا، لكن من الواضح للجميع أن كرة الثلج التي بدأت تتدحرج في نيويورك قبل أيام ستزداد قوة.
حتى الآن، دعمت إدارة ترامب (إسرائيل) وعارضت عملية الاعتراف، ومن المرجّح ألا يتغير هذا الموقف. ومع ذلك، يجدر التأكيد على أن (إسرائيل) لا تستطيع أن تضع كل أوراقها في سلة إدارة ترامب؛ فالدعم الثابت من الرئيس الأمريكي قد يتغير في لمح البصر، نظرًا لطبيعته المتقلبة، أو تبعًا لمصالح اقتصادية أو سياسية أخرى يُوليها اهتمامًا أكبر.
في غضون ذلك، انتقد ترامب في خطابه الليلة الماضية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الحكومات الغربية التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطينية، محذرًا من أنها بذلك تكافئ حركة حماس. وقال في خطابه: "بدلًا من الرضوخ لمطالب حماس بالفدية، على المهتمين بالسلام أن يتوحدوا في رسالة واحدة: أطلقوا سراح الرهائن الآن. أطلقوا سراح الرهائن الآن". وقد لاقى كلامه استحسانًا كبيرًا من الحضور.
في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام، عبّر قادة دوليون لسنوات عن دعمهم القاطع لـ"حل الدولتين" – وهو في الواقع مصطلح موازٍ لدعم إقامة دولة فلسطينية، لأنه لا يعني إقامة دولة أخرى للإسرائيليين.
بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول "والفظائع التي ارتكبتها حماس في القطاع"، تراجع الاستعداد الدولي للتعبير عن دعم هذه الرؤية. إلا أن استمرار الحملة العسكرية في غزة أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة العالمية. عمليًا، لا يُشكّل انضمام تسع دول جديدة إلى 144 دولة سبق أن اعترفت بدولة فلسطين أهمية عملية مباشرة – إذ لن تُقام الدولة مهما عارضها المواطنون الإسرائيليون – لكن كون هذه الدول من بين القوى الغربية الكبرى، وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا، يُعمّق عزلة (إسرائيل) على الساحة السياسية الدولية.
التحدي الكبير الآن يتمثل في إنهاء الحرب في غزة بشكل سريع وناجح، بدعم أميركي، وهو ما قد يُسهّل على (إسرائيل )الحد من تداعيات عزلتها المتزايدة، والتي قد تشمل تفاقم المقاطعة الاقتصادية، وتصاعد الاحتجاجات حول العالم، واضطهاد الإسرائيليين في الخارج، وتنامي مظاهر معاداة السامية تجاه اليهود في الشتات، والطرد من الفعاليات الرياضية والثقافية، وغيرها من التداعيات.
في فرنسا وبريطانيا، هناك معارضة سياسية وشعبية شديدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووفقًا لاستطلاعات الرأي التي أُجريت فيهما، يُحتمل أن تؤدي هذه الخطوة إلى اضطرابات في الانتخابات المقبلة في كلا البلدين. ومن المقرر أن يُخصص الاجتماع المرتقب بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الجاري لصياغة سياسة مشتركة بشأن هذه القضية.
باختصار، يمكن تلخيص ما حدث في الأمم المتحدة بأنه "ضجة بلا معنى": فرغم إعلان تسع دول اعترافها بدولة فلسطينية — بعضها حتى قبل انعقاد الجمعية العامة — لم تهتز الأرض تحت أقدام (إسرائيل). في الواقع، لا تُغيّر هذه الخطوة شيئًا ملموسًا؛ فكل تطور على الأرض يعتمد على دولتين فقط: (إسرائيل )والولايات المتحدة. ولا يؤثر هذا الاعتراف إطلاقًا على حياة المواطن الفلسطيني العادي في نابلس أو رام الله أو دير البلح.
ماذا عن سان مارينو والدولة الفلسطينية؟
لن تُحدث موجة الاعتراف من دول ثالثة تغييرًا جوهريًا في الواقع. إنها، في جوهرها، تشويه لصورة (إسرائيل) وسمعتها الدولية، بل يمكن وصفها بنوع من الإذلال بعد أحداث السابع من أكتوبر. فالمشهد الذي شهده مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، حيث هُنّئ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والسفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة وأُشيد بهما، لا يُبشر بالخير لصورة (إسرائيل).
هناك عرض من الدول الغربية والأوروبية التي تسعى لتحسين مكانتها الدولية، لكن لا بد من القول إن التحركات الأخيرة في الأمم المتحدة كانت، إلى حدٍّ كبير، نتيجةً لأخطاء إسرائيلية. فالقدس لا تُقدّم أي رؤية بديلة، ولا تُصوغ استراتيجية واضحة للوضع في الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة. ونتيجة لذلك، تُفسح المجال لجهات أجنبية لاتخاذ قرارات في قضايا تمسّها مباشرة — لا تلك الجهات.
في النهاية، ما علاقة سان مارينو الصغيرة، التي يقل عدد سكانها عن 40 ألف نسمة، بالاعتراف بدولة فلسطينية؟ وما علاقة لوكسمبورغ، التي تبلغ مساحتها نحو ثُمن مساحة (إسرائيل)، بهذا الاعتراف؟ لا شيء، سوى أن هاتين الدولتين تشعران الآن بالقدرة على التدخل في القضايا الدولية الملحة، وبالتالي تنسجان لأنفسهما شعورًا بأهمية ذاتية مفرطة.
بريطانيا تعترف بالدولة الفلسطينية
بطاقة صفراء للحكومة
أعلن زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر، اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية، في خطوة اعتبرها كثيرون بمثابة "بطاقة صفراء" للحكومة الإسرائيلية. ينبغي على (إسرائيل) أن تنظر إلى هذا التطور كتحذير، وأن تُدرك أن الاستمرار في السياسات الحالية لم يعد ممكنًا. على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه التفكير في مستقبل واقعي للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة.
بعد إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها بدولة فلسطينية، وعد نتنياهو بالرد على موجة الاعترافات بعد لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع المقبل. تأجيله لاتخاذ أي خطوات حتى ذلك اللقاء يُظهر بوضوح تبعية القرار الإسرائيلي لراعيها الرئيسي، الولايات المتحدة، وهي تبعية تعمّقت مؤخرًا في ظل العزلة الدولية المتزايدة.
باتت (إسرائيل) تابعة لترامب في معظم قراراتها، حتى أن حظر التجول الذي أعلنه نتنياهو يبدو وكأنه انتظار لما سيسمح له به الرئيس الأمريكي. ويمكن الاستنتاج أن ترامب بدأ يشعر بالضيق من الوضع، ومن غير المؤكد أن يمنح نتنياهو الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية ، وهو أمر لا يبدو ذا أولوية حقيقية. كما أنه ليس واضحًا ما إذا كان نتنياهو مهتمًا فعليًا بالضم، إذ من المحتمل أنه يرفع سقف الخطاب فقط لإرضاء قاعدته وشركائه في الائتلاف الذين يحلمون بالسيادة الكاملة على الضفة الغربية.
هل كانت هناك إنجازات؟
أما بالنسبة للإنجازات المحتملة، فلم تنضم ألمانيا بعد إلى موجة الاعترافات، لكن ذلك لا يُعد إنجازًا إسرائيليًا بحد ذاته؛ بل يعود إلى تاريخ العلاقة الألمانية اليهودية وأهوال الهولوكوست، مما يجعل برلين أكثر حذرًا في مواقفها تجاه (إسرائيل). وينطبق الأمر ذاته على إيطاليا، بينما امتنعت المجر وجمهورية التشيك عن الانضمام، على ما يبدو بسبب موقفهما العدائي تجاه الاتحاد الأوروبي في معظم القضايا. كذلك عارضت الأرجنتين، بقيادة الرئيس المؤيد (لإسرائيل )خافيير ميلاي، الخطوة الحالية، رغم أنها كانت قد اعترفت سابقًا بحق الفلسطينيين في إقامة دولة.
في المقابل، أعلنت بلجيكا اعترافها بالدولة الفلسطينية، لكنها اشترطت إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حركة حماس. ويُعتبر رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي فيبر من أبرز المؤيدين (لإسرائيل)، وله علاقات وثيقة بيهود مدينة أنتويرب، حيث شغل منصب العمدة سابقًا ويعتزم العودة إليه لاحقًا. وقد نجح في إدراج شرطه ضمن موقف حكومته، رغم مطالبة الأخيرة باعتراف كامل وفوري.
أما وزيرة خارجية إمارة أندورا الصغيرة، إيما توري باوس، فقد أعلنت أن الاعتراف سيدخل حيز التنفيذ بعد استيفاء سلسلة من الشروط، تشمل: عودة الرهائن، نزع سلاح حماس، إصلاح السلطة الفلسطينية، وعدم مشاركة حماس في الحكومة الفلسطينية المستقبلية.
من جهة أخرى، نجحت (إسرائيل) في إقناع فنلندا بعدم الانضمام إلى عملية الاعتراف، بعد محادثات بين وزير الخارجية جدعون ساعر ونظيرته الفنلندية إيلينا فالتونين. ولم تنضم نيوزيلندا أيضًا، وهو أمر مفاجئ نظرًا لتقليدها السياسي في اتباع خطى أستراليا.
من الإنجازات المهمة( لإسرائيل) أيضًا إقناع اليابان بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في هذه المرحلة، رغم إعلان وزير الخارجية الياباني تاكيشي أيوا دعم بلاده لحل الدولتين. لكنه أكد أن الاعتراف "ليس مسألة إمكانية، بل مسألة توقيت".
شارك نتنياهو مؤخرًا في حفل وضع حجر الأساس لمتنزه يحمل اسم الرئيس ترامب في مدينة بات يام، في خطوة رمزية تعكس عمق العلاقة بين الطرفين.
التحركات الفرنسية وتوجهات نتنياهو
في هذه الأثناء، بدأت فرنسا العمل على موجة اعتراف جديدة، وتأمل في إقناع عدة دول آسيوية بالانضمام، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة. وسيتعين على (إسرائيل) بذل جهود دبلوماسية مكثفة لعرقلة هذه الخطوة.
أما بالنسبة لرد نتنياهو، وبافتراض أن ترامب لن يسمح له بالمساس باتفاقيات إبراهيم أو تنفيذ الضم الكامل، فإن أمامه عدة توجهات:
من التوجهات التي بدأت (إسرائيل )بالفعل في تنفيذها، تشجيع المعارضة في الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية على إدانة هذه الخطوة. وقد تحدث وزير الخارجية ساعر مع قادة المعارضة في أستراليا وكندا وبريطانيا، وصدرت منهم إدانات شديدة لتحركات حكوماتهم.
في أستراليا، أعلنت زعيمة المعارضة سوزان لي أنها ستتراجع عن قرار الاعتراف عند تغيير السلطة. وفي كندا، بدأت ميليسا لانزمان، نائبة زعيم المعارضة، التوقيع على عريضة بعنوان "الكنديون يعارضون هدية كارني لحماس"، تتهم فيها رئيس الوزراء مارك كارني بخيانة الحلفاء والمبادئ، وتصف الاعتراف بأنه "هدية ضخمة لحماس" تهدف إلى كسب أصوات الجماهير المتطرفة.