وكالات الأنباء
ترجمة حضارات
عَبْد الرحمن الراشد، صحفي ومفكر سعودي، رئيس تحرير سابق لصحيفة الشرق الأوسط ومجلة المجلة، والمدير العام الأسبق لقناة العربية، نشر مقالاً في صحيفة الشرق الأوسط حول مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتداعياته.
في مقاله تحدث عن "تسونامي الاعتراف التاريخي" بالدولة الفلسطينية، مبيناً أن القول بأن هذا الاعتراف جاء نتيجة هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 هو "تشويه للواقع". وأوضح أن نتنياهو يصوّر الاعتراف وحل الدولتين على أنه "جائزة لحماس" من أجل إحراج الإدارة الأميركية وتوجيه الرأي العام الإسرائيلي، بينما حماس تزعم أنه ثمرة 7 أكتوبر. والحقيقة – بحسب الراشد – أن حماس شنت الهجوم لتعطيل مشروع "حل الدولتين" الذي كانت السعودية تتفاوض عليه مع إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
يرى الراشد أن الهجوم استهدف أيضاً إفشال اتفاق أمني بين واشنطن والرياض، حيث اشترطت الولايات المتحدة توقيع الاتفاق باعتراف السعودية (بإسرائيل)، مقابل قيام دولة فلسطينية. وبعد أشهر، شنت حماس هجومها الواسع وهي تدرك أنه سيقود إلى حرب إسرائيلية ويعرقل المفاوضات. وأضاف أن قرار حماس، مثل الحوثيين وحزب الله، مرتبط بطهران التي دأبت على إفشال أي تقدم سياسي يحد من نفوذها في المنطقة. وأكد أن لدى حماس وسائر محور إيران سجل طويل في تعطيل مسارات السلام (خارطة الطريق 2003، مؤتمر أنابوليس 2007، وخطة ترامب 2020).
كما أوضح أن حماس بهجوم 7 أكتوبر دمّرت نفسها وحلفاءها (حزب الله، نظام الأسد، إيران)، وخلقت فراغاً إقليمياً يحاول نتنياهو استغلاله عبر تدمير غزة وضم الضفة الغربية. وفي هذا الفراغ، برز المشروع السعودي القائم على حل الدولتين، وساندته فرنسا، مما أطلق سباقاً بين مشروع نتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية بالضم، والمشروع السعودي الفرنسي لحشد اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية. وقد أدى ذلك إلى اعتراف 151 دولة بفلسطين، بينها بريطانيا، فرنسا، كندا وأستراليا، وهو ما اعتبره الراشد "نجاحاً باهراً".
مع ذلك حذّر من أن هذا النجاح قد يثير غضب متطرفين عرب وإسرائيليين يسعون للفوضى وعرقلة مسار الدولة الفلسطينية. وأشار إلى أن الهجوم على جسر الأردن مثال على تلك المحاولات، وأن متطرفين في إسرائيل ينتظرون أي هجوم للانتقال إلى مرحلة ضم الضفة وإنهاء السلطة الفلسطينية.
واختتم بالقول: "نحن نعيش مرحلة جديدة. معظم الفلسطينيين والعرب يؤمنون الآن بحل الدولتين، أي الاعتراف بدولة إسرائيل وإنهاء ثمانين عاماً من الصراع والفوضى والكراهية". وأضاف أن المشروع السعودي قد يتطلب دعم الإدارة الأميركية، وعند هذه النقطة يمكن أن يكون الرئيس ترامب مرشحاً لنيل جائزة نوبل للسلام