N12
ترجمة حضارات
كشف مقتل جندي من كتيبة "النحال" برصاص قناص فلسطيني داخل أحد الملاجئ المؤقتة في غزة عن ثغرة بارزة في أسلوب عمل الجيش الإسرائيلي داخل القطاع. فالمواقع المحصنة، التي يُفترض أن توفر الحماية للقوات، تتحول في كثير من الأحيان إلى أهداف مكشوفة يسهل رصدها واستهدافها.
تُقام هذه الملاجئ قرب محاور القتال أو داخل منازل مهجورة، وقد صُممت لتأمين أماكن للراحة وإعادة التنظيم والإمداد. غير أن وجود الجنود فيها لفترات طويلة يجعلها نقاط تجمع واضحة للخصم. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة عدة هجمات على هذه المواقع، أبرزها هجوم واسع لحركة حماس قرب خان يونس، حاول خلاله المهاجمون التسلل إلى أحد الملاجئ وقتل أو أسر الجنود، قبل أن يُقتل معظمهم في اشتباكات وغارات جوية.
يعترف جيش الاحتلال بصعوبة هذه المعضلة: فمن جهة، لا غنى عن هذه الملاجئ لتمكين القوات من الصمود ميدانيًا؛ ومن جهة أخرى، يدرك أن المقاومة تنجح في تحديد مواقعها وتحويلها إلى أهداف دقيقة للقناصة أو بالصواريخ الموجهة.
وتبحث قيادة الجيش حاليًا عن حلول تشمل تحسين التدريع، وتغيير أماكن الملاجئ بشكل متكرر، وتطوير أساليب تخفٍّ أكثر فاعلية. لكن حادثة مقتل الجندي الأخير أظهرت بوضوح الثمن الباهظ لهذه الثغرة العملياتية، والتحدي المستمر في كيفية حماية الجنود دون أن يتحول الملجأ نفسه إلى فخ قاتل.