تحدي البرغوثي يقرب الفلسطينيين من اليوم التالي لعباس

هآرتس-جاك خوري
ترجمة حضارات



إن احتمال أن يقدم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي قائمة مستقلة في الانتخابات النيابية المقبلة تحدي لقيادة رئيس الحركة والرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار مسؤولي فتح المقربين منه، هذا الاحتمال نشره أشخاص مقربون من البرغوثي، ولم ينفيه مقربوه وزوجته فدوى البرغوثي.

ويختلف البرغوثي عن ابن شقيقة ياسر عرفات وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ناصر القدوة، الذي أعلن هذا الشهر أنه سيترشح على قائمة مستقلة في الانتخابات، وعوقب على الفور بإبعاده عن الحركة. في المقابل، يتمتع البرغوثي بدعم شعبي لا يستطيع عباس وقيادة فتح في رام الله تجاهله.

 على هذه الخلفية، قال عضو بارز في الحركة لصحيفة "هآرتس" إن رسالة القدوة اعتُبرت خطوة فردية لم تتسرب إلى قاعدة فتح في الشارع الفلسطيني.

 وأوضح المسؤول: "خطوة البرغوثي ستكون أكثر أهمية، إنها بالفعل انقسام".

وأنا اعتبرت البرغوثي ومنذ فترة على أنه عباس داخل فتح، وانتقده مرات عديدة في سلوكه في الساحة الداخلية وفي التعامل مع "إسرائيل". 
وطالب البرغوثي بتبني استراتيجية النضال الشعبي وتعزيز فتح كحركة شعبية مرتبطة بالمنطقة وليس كنخبة منفصلة.

 ومع ذلك، وعلى الرغم من الانتقادات، كان البرغوثي حريصًا على الحفاظ على المهنية، ورأى نفسه وريثا ومخلصا لحركة فتح، وشدد على الحاجة إلى الوحدة.

رام الله مشغولة منذ الأمس بمساره وتداعياته، وتتساءل ما إذا كان البرغوثي سيقدم بالفعل قائمة مستقلة من المستائين من فتح، بما في ذلك القدوة نفسه. 
الاحتمال الآخر هو أن يعود البرغوثي في ​​اللحظة الأخيرة، بحجة أنه يجب الحفاظ على الوحدة، مقابل وعد بتمثيل أشخاص نيابة عنه ومن أجل إصلاحات مستقبلية.

وقال مسؤولون في فتح إن الرسائل المتعلقة بسلوك فتح ، والتي نقلها البرغوثي مؤخرًا من خلال معاونيه، تظهر أن هدفه الرئيسي هو الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يوليو.

 وبحسبهم، تشير الرسائل إلى أنه يعتزم تقديم قائمة إلى مجلس النواب، ستكون الأساس لإعلان ترشحه لرئاسة السلطة.

تشير هذه المواجهة إلى أن البرغوثي، مثل كثيرين آخرين في فتح، يعتقد أن القيادة الحالية لا يمكن أن تكسب ثقة الجمهور الفلسطيني. 
أدى الانقسام بين فتح في الضفة الغربية وحمـــ اس في قطاع غزة، بالتوازي مع الصراع على السلطة بينهما، إلى زيادة الشعور بالاشمئزاز بين الجمهور الفلسطيني الساعي للخروج من الأزمة.

وطلب منه بعض مساعدي البرغوثي انتظار الإعلان الرسمي عن ترشحه لعضوية البرلمان حتى اللحظة الأخيرة.

 وحذروا من ضغوط داخلية في فتح، زاعمين أن الانقسام يخدم منظمات أخرى بقيادة حمـــ اس، وأن عباس ورجاله يمكن أن يمارسوا ضغوطا كبيرة لمنع دعم البرغوثي؛ بسبب سيطرتهم على جميع مراكز القوة السياسية والمالية. 

ومن الاعتبارات الأخرى لتأجيل الإعلان حاجة البرغوثي إلى ضمان التمثيل على القائمة لجميع مستويات المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك الأسرى.

لكن حتى لو لم يقدم البرغوثي قائمة مستقلة في النهاية، في رام الله، ينظر إلى السلوك في فتح والساحة السياسية الفلسطينية الداخلية على أنه استعداد لليوم التالي لعباس. 
وهم يرون الانتخابات القادمة على أنها مقطورة واختبار لتسيير الميدان، وكمحاولة لتهيئة قيادة جديدة.

 في الوقت نفسه، يعترفون بأن الموضوع يتعلق بالدرجة الأولى بالمستوى السياسي، وأنه لا تزال هناك شكوك في الشارع الفلسطيني حول ما إذا كانت الانتخابات ستجرى أصلاً.






جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023