22 أكتوبر 2024, الثلاثاء 5:50 م
بتوقيت القدس المحتلة
المستجدات
حمــــ اس وإسرائيل تتحدثان بواسطة النار في غزة - ومواجهات تدور في الضفة الغربية

يديعوت أحرونوت-أليؤور ليفي

ترجمة حضارات



على مدار يومين متتاليين، تم إطلاق صاروخ واحد من قطاع غزة على منطقة مفتوحة في غلاف غزة وتشغيل صافرات الإنذار، دون التسبب في أي أضرار في "الأراضي الإسرائيلية". 

عندما يتم إطلاق صاروخ لمرة واحدة، يبرز على الفور سؤال مشروع - لماذا؟ ما هي الرسالة التي يحاولون في غزة إيصالها ولمن؟ في بداية المقال - توثيق لهجوم للجيش الإسرائيلي الليلة الماضية ردًا على صاروخ انفجر في منطقة مجلس أشكول الإقليمي.

هل المنحة القطرية تقرع كالساعة؟ الجواب نعم. هل تؤجل "إسرائيل" فجأة مشاريع البنية التحتية في غزة التي تم الاتفاق بالفعل على تنفيذها؟ الجواب لا.

 هل تم تقليص مساحة الصيد البحري في القطاع مؤخرًا؟ أيضًا لا، إذن ما هي القصة؟ هناك احتمالان: أحدهما يتصل بـ "ذكرى" كئيبة من جانب "إسرائيل" والآخر مرتبط بشكل عام بالضفة الغربية، بشكل غير مباشر لانتخاباتنا ومباشرة لانتخاباتهم، الأمر مشوش؟ سوف نشرح.

بالأمس (الجمعة) بالضبط، قبل 20 عامًا، في 16 نيسان (أبريل) 2001، أطلقت حمــ اس أول صاروخ من قطاع غزة باتجاه "الأراضي الإسرائيلية"، بعد وقت قصير من إطلاق النار، بعث لي أحد مصادري في غزة برسالة تحتوي على ثلاثة عناصر: "إيموجي" كعكة وبجانبها الرقم 20، فيما بينهما مكتوب باللغة العربية Happy Anniversary.

الدافع يبدو معقولاً لكن حمـــ اس ليست منظمة تخاطر بأصولها العسكرية لإحياء ذكرى أو أخرى، علاوة على ذلك استمر اطلاق الصواريخ ليومين متتاليين؛ لذا فإن احتمال أن يكون هذا هو السبب ضعيف جدًا.

من ناحية أخرى، في الأسابيع الأخيرة، وقع حدث معقد في الضفة الغربية، تم أخذه بعين الاعتبار، وقد يكون له عواقب من قطاع غزة. منذ أن وقع عباس على مرسوم بإجراء انتخابات للبرلمان الفلسطيني وأعلنت حمـــ اس أنه ستشارك فيها، بدأت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية في إحكام قبضتها على البنية التحتية المدنية لحمـــ اس في الضفة الغربية؛ حيث اعتقال عشرات من أعضاء حمــ اس، بعضهم ينتمي إلى أعلى مستويات التنظيم في الضفة الغربية.

تمت الاعتقالات بحق نواب حمـــ اس وكبار أعضاء الحركة وأعضاء حمـــ اس المرشحين ضمن القائمة التي شكلتها المنظمة للانتخابات النيابية المقبلة وطلاب من أعضاء الكتلة الإسلامية للجامعات والأسرى المفرج عنهم مع المنظمة.

لم تتركز الاعتقالات في منطقة واحدة حيث حمـــ اس قوية، ولكن في جميع المناطق والأحياء في الضفة الغربية، من جنين في الشمال إلى الخليل في الجنوب. تم الإفراج عن معظم المعتقلين بعد وقت قصير من استجوابهم وتحذير واضح من جهاز الأمن العام.

وفي بعض الحالات، جاء رجال الأمن إلى منازل كبار مسؤولي حمـــ اس في الضفة الغربية وحذرهم من الترشح في الانتخابات أو أن يديروا الحملة الانتخابية لحركة حمــــ اس. ومن بين هؤلاء نايف الرجوب القيادي البارز في حمـــ اس من بلدة دورا قرب الخليل وشقيق المسؤول في فتح جبريل الرجوب.

بدأت الموجة الأولى من الاعتقالات ضد أعضاء حمـــ اس في الضفة الغربية في فبراير، لكن بعد ذلك حملت حمـــ اس ورقة مساومة وهددت باستخدامها. 

أعلن زعيم حمـــ اس في غزة يحيى السنوار علنا ​​أنه إذا عطلت "إسرائيل" الانتخابات الفلسطينية، فإن حمــــ اس ستحرص على تعطيل الانتخابات الإسرائيلية.

يبدو أن الرسالة قد تم استلامها ولمدة شهر كامل - من نهاية فبراير حتى يوم الانتخابات الإسرائيلية في 23 مارس، أوقفت المؤسسة الأمنية تمامًا الاعتقالات ضد أعضاء حمـــ اس حتى لا يتم الانجرار إلى تصعيد عسكري عشية الانتخابات أو خلال يوم الانتخابات نفسه، لكن "الإعفاء" الذي حصلت عليه حمـــ اس انتهى بعد ساعات قليلة فقط من إغلاق صناديق الاقتراع، عندما بدأت الموجة الثانية من الاعتقالات المستمرة حتى يومنا هذا.

ستُجرى الانتخابات البرلمانية الفلسطينية (إذا لم يتم إلغاؤها - لكن هذه قصة مختلفة) في غضون ما يزيد قليلاً عن شهر. هذه أيام حاسمة تدخل فيها جميع الفصائل، بما فيها حركة حمــــ اس في ذروة المعركة الانتخابية. 

"إسرائيل" من جهتها مصممة على عدم السماح لحمـــ اس برفع رأسها في الضفة الغربية.

كلا الخطين في مسار تصادمي، تم ارسال اشارتين خلال ال- آخر 48 ساعة الماضية.

حمــ اس تطلق النيران التي لا تستهدف المناطق المأهولة بالسكان (نعم، القصف في الهواء الطلق والمساحات المفتوحة) وترد "إسرائيل"، من جانبها، بإلحاق الضرر بمواقع لحمـــ اس المهمة.

تتحدث "إسرائيل" وحمــ اس حاليا في قطاع غزة بواسطة النار عن الصراع الدائر في الضفة الغربية، ما دامت الانتخابات الفلسطينية مستمرة والعملية قائمة، كذلك فرص التصعيد في الجنوب، ولكن كما ذكر، فإن هذه الانتخابات لأسباب عديدة أخرى قد تلغى أو تؤجل إلى موعد آخر غير معروف.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023