حمـــ اس والأسد - جهود المصالحة مستمرة


مركز القدس للشؤون العامة والدولة

يوني بن مناحم 3 حزيران 2021

ترجمة حضارات

من النتائج المباشرة للحرب بين "إسرائيل" وحمـــ اس أن التنظيم يعمل في أعقاب الحرب لمحاولة تجديد العلاقات بينه وبين النظام السوري التي قطعت عام 2011 إثر الحرب الأهلية السورية وأدت إلى نقل قيادة حمــ اس من دمشق إلى الدوحة، قطر في آذار 2012.

يتهم الرئيس بشار الأسد بانتظام حركة حمــ اس بخيانة النظام السوري والقتال ضده في سوريا إلى جانب الثوار، في سوريا يوجد حاليًا 1700 فلسطيني معتقل، بعضهم من نشطاء حمـــ اس الذين تم اعتقالهم خلال الحرب الأهلية.

كل المحاولات التي قامت بها قيادة حمــ اس بقيادة إسماعيل هنية في السنوات الثلاث الماضية للمصالحة مع الرئيس السوري باءت بالفشل.

وتدخل كبار أعضاء النظام الإيراني، من خلال قاسم سليماني وبمساعدة زعيم حــ زب الله حسن نصر الله، شخصياً في القضية مع الرئيس بشار الأسد، لكنه رفض كل محاولات المصالحة بشكل قاطع.

وبحسب مصادر سورية، فقد رأى في سلوك خالد مشعل "خيانة" خطيرة في سوريا، استجابت لحركة حمـــ اس طوال الوقت وساعدتها لسنوات عديدة.

ويقول مسؤولو حمــ اس إن إسماعيل هنية كان على استعداد "للاعتذار" للرئيس السوري بشار الأسد عن سلوك قيادة حمـــ اس في ذلك الوقت وإلقاء اللوم على خالد مشعل، لكن بشار الأسد ماكر للغاية وأبقى الأوراق قريبة من صدره. 
المخابرات السورية لديها معلومات تفيد بأن حمــ اس متورطة بشكل غير مباشر في القتال في سوريا وأنها تساعد المنظمات الإسلامية السنية المتطرفة في سوريا التي خرجت من رحم الإخوان وتقاتل الجيش السوري.

ويطلق النظام السوري على هذه التنظيمات اسم "منظمات إرهابية".

وتقول مصادر في حمــ اس، إن النظام السوري اتهم حمــ اس بإثارة ما يحدث في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وخاصة ما يحدث في مخيم اليرموك للاجئين.

أدى تغيير الحكومة في الولايات المتحدة وعملية التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية والصراع على الملف النووي الإيراني إلى استئناف اتصالات المصالحة في الأشهر الأخيرة، هذه الخطوة كانت بقيادة إيران وحــ زب الله.

وقال زعيم حــ زب الله حسن نصر الله للميادين في مقابلة في 27 كانون الأول / ديسمبر إنه تحدث مع زعيم حمــ اس إسماعيل هنية حول الحاجة إلى تجديد العلاقات بين حمــ اس والنظام السوري. 
"هناك جو إيجابي. رغم أننا بحاجة إلى وقت، أعتقد أن حمـــ اس تسير في هذا الاتجاه كما هو مطلوب، لكن الحرب بين "إسرائيل" وحمــ اس في قطاع غزة ونتائج انتخابات حمـــ اس الداخلية الجديدة أعطت دفعة جديدة لجهود الوساطة.

التقدم نحو المصالحة..

وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحــ زب الله حسن نصر الله قبل أيام ان "هناك تقدمًا مهمًا في محادثات إعادة حمـــ اس إلى سوريا.

قال قيادي كبير في حمـ اس لصحيفة الأخبار اللبنانية في 1 حزيران / يونيو إن منظمته ستستغل الانتصار في الحرب الأخيرة لتعزيز علاقاتها على محور المقـــ اومة، بما في ذلك سوريا، والاستفادة من المؤشرات الإيجابية الأخيرة وترجمتها إلى عملية. خطوات واتصالات مع الوسطاء في محور المقـــ اومة.. إنهاء الأزمة مع سوريا وفتح صفحة جديدة معها.

وهنأ الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام حمـــ اس على ما حققته في الحرب الأخيرة مع "إسرائيل" وشكرها، مما كسر الجليد بين الجانبين.

خلال عملية "حارس الأسوار"، أطلق مسؤولون فلسطينيون عدة صواريخ من الأراضي السورية على "إسرائيل" بموافقة النظام السوري، كعلامة على التضامن مع حمـــ اس.

أفادت مصادر في حمـــ اس أن الحركة تطالب بتجديد العلاقات مع النظام السوري، وهذا الموقف يدعمه الجناح العسكري للحركة ويعارضه معظم أعضاء مكتبها السياسي خالد مشعل القيادي في حمـــ اس في الخارج بشدة، خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية. 
في عام 2011، اندلعت شقاق بين النظام السوري وحركة حمـــ اس على خلفية معارضة مشعل للمجازر التي ارتكبها الرئيس بشار الأسد بين أبناء شعبه السني.

يعتقد من يؤيدون عودة العلاقات مع سوريا في قيادة حمـــ اس أن على المنظمة أن تستغل "انتصارها" على "إسرائيل" لإعادة ترسيخ نفسها في سوريا والانفتاح من هناك بالتنسيق مع سوريا وإيران على جبهة أخرى ضد "إسرائيل".

وبحسبهم، يمكن للجناح العسكري لحركة حمـــ اس الاستفادة من وجوده في سوريا لتطوير قدراته العسكرية، لا سيما في مجال الصواريخ الدقيقة.

أعاد نشطاء الحركة إضفاء الشرعية على قيادة حمـــ اس، التي تضم إسماعيل هنية وصالح العاروري ويحيى السنوار، عندما تم انتخابها في الأشهر الأخيرة، في إطار انتخابات حمـــ اس الداخلية، لولاية أخرى مدتها أربع سنوات؛ حيث تدعم العلاقات مع الرئيس بشار الأسد ويريدون تجديدها.

وتقول مصادر في حمـــ اس إن حـــ زب الله والجهاد الإسلامي واللواء إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس الإيراني، سيتوسطان بين قيادة حمـــ اس والنظام السوري لتحقيق المصالحة، وأن الطرفين الآن يتفهمان بشكل أفضل أهمية تجديد العلاقات.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023