إسرائيل تحاول تغيير المعادلة

نيوز "1"
يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


مرت مسيرة الأعلام الليلة الماضية في القدس دون أي أحداث خاصة. شارك فيه حوالي 5000 شخص وتم تأمينها بواسطة 2000 شرطي. ووقعت عدة اشتباكات في القدس الشرقية بين المتظاهرين وفلسطينيين يلوحون بالأعلام.
 وأصيب نحو 20 فلسطينيًا بجروح طفيفة في اشتباكات مع الشرطة وأصيب شرطيان بجروح طفيفة. وفي الوقت نفسه، خرجت مسيرات لمئات الفلسطينيين في قطاع غزة احتجاجًا على مسيرة الاعلم التي أشعل فيها المتظاهرون النار في الأعلام الإسرائيلية وصور رئيس الوزراء نفتالي بينيت.


أدت المسيرة إلى خرق وقف إطلاق النار المعلن بين "إسرائيل" وحماس في نهاية معركة سيف القدس.
 اطلق فلسطينيون؛ حيث خلال نهار امس أطلقت عشرات البالونات الحارقة من قطاع غزة مما أدى الى اشتعال 26 حريقا في محيط غزة. ورداً على ذلك، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي ليلاً أهدافاً لحمــ اس في قطاع غزة، في أول رد عسكري للحكومة الجديدة بقيادة نفتالي بينيت على انتهاكات حمــ اس لوقف إطلاق النار.


وقال الناطق باسم حمــ اس حازم قاسم إن القصف الإسرائيلي لقطاع غزة كان "محاولة فاشلة لوقف المقــ اومة الفلسطينية، وتضامن الفلسطينيين مع القدس والتغطية على إحراج "إسرائيل" من تنظيم مسيرة الأعلام".


اتخذت الحكومة الإسرائيلية الجديدة القرار الصائب بإقامة مسيرة الأعلام على الرغم من تهديدات المنظمات الفلسطينية والحفاظ على السيادة الإسرائيلية في القدس. 
لعبت مصر دورًا مهمًا في تلطيف ردود فعل التنظيمات الفلسطسنية على المسيرة. وركزت الجهود المصرية على محاولة منع إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" بعد أن أوضح المستوى السياسي الإسرائيلي أن "إسرائيل" لن تسمح بإطلاق صواريخ على "أراضيها" وهذا سيؤدي إلى جولة أخرى من القتال وانهيار تام لوقف إطلاق النار.


مصر تبذل قصارى جهدها لتحقيق الهدوء في قطاع غزة، الاهتمام المصري هو استقرار الأوضاع في قطاع غزة فيما يعتبر "ساحة مصر الخلفية"، وكذلك لإظهار لإدارة بايدن أن مصر عامل إيجابي ومستقر في المنطقة.


معركة السرد


الوضع في قطاع غزة هش، ولا يزال من غير الواضح كيف سترد حمــ اس على القصف الجوي الإسرائيلي لأهداف حمــ اس رداً على إطلاق البالونات الحارقة وما إذا كان سيتم احتوائها. وفي بيان أصدرته حركة حمــ اس الليلة الماضية أن "إسرائيل" غيرت موقفها وقراراتها وأجبرت على تغيير مسار مسيرة الاعلام بعيدًا عن المسجد الأقصى، وتغيير مسار الرحلات المدنية وتكثيف نشر نظام القبة الحديدية.
 وقال البيان "هذا دليل على تحقيق معادلة الردع التي وضعناها في المعركة الأخيرة وتمكنا من فرض معادلة جديدة على "إسرائيل."


تحاول حمـــ اس نشر الشعور بالنصر بين الفلسطينيين، لكن الحقيقة هي أنه لم يكن هناك رد حقيقي على دعواتها ونظامها التحريضي بين الجمهور العربي في "إسرائيل" والقدس الشرقية والضفة الغربية، تم تنظيم قوات الأمن الإسرائيلية بشكل صحيح، وتم تغيير مسار الموكب من قبل الشرطة لمنع الاحتكاك غير الضروري بين المتظاهرين اليهود وسكان القدس الشرقية وأظهرت الشرطة تصميمًا على إبعاد أي شخص حاول التدخل في المسيرة.


الكلمة الأخيرة في موضوع القدس لم تقل بعد. حتى لو مر موكب الاعلام بهدوء نسبي، يوضح مسؤولو حمــ اس أن المنظمة ستواصل معركتها من أجل القدس وأن التهديد بإطلاق الصواريخ على "إسرائيل" سيظل التهديد المستمر ردًا على أي شيء يحدث في القدس.
 تريد حمــ اس أن تنصب نفسها على أنها "المدافع عن القدس والمسجد الأقصى" وتريد أن يتأثر نظام صنع القرار في الحكومة الجديدة في "إسرائيل" بشكل مباشر بإمكانية إطلاق الصواريخ كلما اتخذت قرارًا بشأن قضية بيت المقدس.


حمـــ اس تعد مفاجآت "لإسرائيل"..


وتجد مصر صعوبة في تحفيز مبادرتها لإعادة إعمار قطاع غزة وتحقيق مصالحة وطنية بين الفصائل الفلسطينية وتثبيت وقف إطلاق النار والتحرك نحو وقف إطلاق نار طويل الأمد يتضمن أيضًا صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحمـــ اس.


لم تقم الدول المانحة بعد بتحويل الأموال لإعادة إعمار القطاع، وترفض "إسرائيل" تقديم المنحة القطرية الشهرية بنفس الشكل السابق، والمعابر الحدودية مفتوحة جزئيًا فقط للأغراض الإنسانية، ومساحة الصيد محدودة بـ 6 أميال فقط. 
الأدوات الهندسية الثقيلة التي وصلت إلى قطاع غزة من مصر تتعامل مع إزالة الأنقاض، لكن بحسب مصادر في قطاع غزة، فإن حمــ اس لا تستعد لإعادة إعمار قطاع غزة وإنما لجولات قتال إضافية ضد "إسرائيل" والإطاحة بالسلطة الفلسطينية وحكمها في الضفة الغربية.


أفادت مصادر في قطاع غزة، بناء على أوامر من محمد ضيف، رئيس أركان الجناح العسكري لحركة حمــ اس، أن نشطاء الحركة بدأوا فور إعلان وقف إطلاق النار مع "إسرائيل" لإعادة تأهيل شبكة الأنفاق ("المترو") التي دمرت خلال المعركة واستئناف إنتاج الصواريخ. 
تم إنزال ورش الإنتاج في الأنفاق وتعمل على مدار الساعة لتجديد المخزون، وأطلقت حمــ اس حوالي 4700 صاروخ على "إسرائيل" خلال الجولة الأخيرة من القتال.
 دمر سلاح الجو الإسرائيلي حوالي 1000 صاروخ، ويقدر أن لدى حمــ اس ما بين 6000 و 7000 صاروخ متبقي.


واعتبرت حمــ اس أن معركة "تحرير القدس والمسجد الأقصى" طويلة جدًا؛ لذا فهي تستعد للجولة القادمة من القتال ضد "إسرائيل".


حمـــ اس تشجعت من نجاحها في الجولة السابقة لإثارة الانتفاضة في القدس خلال شهر رمضان، خاصة بسبب الأخطاء التي ارتكبتها "إسرائيل"، وتريد الظهور كمدافع عن القدس والمسجد الأقصى وتريد ترسيخ هذه الصورة في أعين الفلسطينيين والعالم العربي وإجبار "إسرائيل" على معادلة جديدة "غزة - القدس.


وقال مصدر من حمــ اس "المعركة من أجل القدس بدأت لتوها. اليهود يواصلون زيارة المسجد الأقصى مرتين في اليوم. وتتواصل جهود "إسرائيل" لإجلاء العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح وبلدة سلوان وتواصل الحكومة الجديدة في "إسرائيل" سياسة حكومة نتنياهو. موكب الاعلام هو حدث سنوي، لماذا كان من الضروري إقامته مرة أخرى؟ إنه استفزاز ".


وتوضح حمــ اس أنه يجب على المنظمة الاستمرار في تطبيق معادلة "غزة - القدس" الجديدة مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وإلا فسيتم اعتبارها قد تخلت وخسرت جميع الإنجازات الاستراتيجية التي حققتها خلال معركة سيف القدس.


خلال معركة سيف القدس، تمكن الجيش الإسرائيلي من إحباط كل المفاجآت التي أعدتها حمــ اس والتي وصفتها بـ "النوعية والاستراتيجية". 
وتزعم حمــ اس أن الذراع العسكري تعلم الدروس اللازمة، وتستعد لسلسلة مفاجآت استراتيجية "لإسرائيل":

1.. التسلل الى "الأراضي الإسرائيلية" لتنفيذ عملية قتل واختطاف مدنيين وعسكريين. وسيتم التوغل عبر الأنفاق الهجومية أو عبر البحر باستخدام وحدات كوماندوز بحرية تابعة لحمــ اس.


2.. استخدام طائرات بدون طيار متفجرة لمهاجمة مستوطنات غلاف غزة وقواعد الجيش الإسرائيلي.


3.. استخدم الغواصات الصغيرة التي تعمل عن بعد لمهاجمة منصة الغاز قبالة سواحل عسقلان والسفن البحرية.


4.. استخدام الصواريخ المضادة للدبابات باستخدام صواريخ كورنيت.


5.. استخدام صواريخ جديدة بعيدة المدى برأس حربي ثقيل يصل إلى مئات الكيلوجرامات.


منظومة صواريخ حمـــ اس..


تتلقى حمــ اس مساعدات من إيران المال والسلاح والمساعدات التكنولوجية، لكن نظام إنتاج الصواريخ لديها مستقل، والذي طورته على مر السنين من خلال المهندسين ونظام لإنتاج الأسلحة وتطويرها. إسماعيل قاني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قال قبل نحو شهر في حفل تأبين لوفاة اللواء محمد حجازي القائد السابق للحرس الثوري، إن "معظم الصواريخ التي أطلقها الفلسطينيون على الكيـــ ان الصهـــ يوني صنعوها بأنفسهم".


خلال معركة سيف القدس، نجح الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام في القضاء على بعض الشخصيات المهمة في أنظمة الصواريخ لحمــ اس والجهــ اد الإسلامي.


جمعة طلحة:

 رئيس شبكة الإنترنت وقائد مشروع تحسين الصواريخ في منظمة حمــ اس.
 لديه ملف البحث والتطوير في حمــ اس، طلحة كان اليد اليمنى لمحمد ضيف والشخص المركزي في تعاظم قوة حمـــ اس، اغتياله يعتبر ضربة كبيرة لمشروع التعزيز العسكري لحمــ اس.


جمال الزبدة:

 رئيس دائرة التطوير والمشاريع في مقر الإنتاج في حمـــ اس، كان المحرك الرئيسي لإنتاج صواريخ حمــ اس. 

دكتور في الهندسة الميكانيكية متخصص في الديناميكا الهوائية، تلقى تدريبًا في مجموعة متنوعة من المجالات التكنولوجية وكان مصدرًا رئيسيًا وهامًا للمعرفة في مقر الإنتاج في حمــ اس، وهو أحد كبار أعضاء قسم البحث والتطوير في حمــ اس، وقد شارك في الترويج لمشاريع رئيسية في تعزيز قوة حمـــ اس العسكرية.


حازم الخطيب: 

رئيس دائرة المهندسين في دائرة الإنتاج في حمــ اس، كما أنه يشغل منصب نائب رئيس فريق الإنتاج.

بالإضافة إلى ذلك، في عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام، اغتيل 

سامح المملوك: رئيس وحدة الصواريخ الخاصة في الجهـــ اد الإسلامي، في مخبأ في غزة، وإلى جانبه قُتل أيضًا محمد أبو العطا، شقيق القيادي الجهادي البارز الذي اغتيل أواخر عام 2019، وكمال قريقع.


قال يحيى السنوار في نهاية الجولة الأخيرة من القتال أن حمــ اس استخدمت صواريخها القديمة خلال الحرب وتركت الصواريخ الجديدة لجولات لاحقة.

 أطلقت حمــ اس صاروخًا طويل المدى يسمى "عياش 250" خلال المعركة كرسالة تحذير "لإسرائيل".


ولم يتم استخدام بعض الصواريخ الجديدة حتى خلال حرب عام 2014، وتقوم حمــ اس بتهيئتها لشن حرب شاملة مع "إسرائيل".


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023