موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
خلال الأسبوعين الماضيين، كان هناك تهدئة على حدود قطاع غزة، تم التوصل إليها في نهاية المحادثات في القاهرة بقيادة وفد رفيع من حمـــ اس برئاسة إسماعيل هنية مع رئيس المخابرات المصرية الجنرال عباس كامل، لكن يجب تذكر أن هذه خدعة.
وتقول مصادر في حمـــ اس إن وفد حمــــ اس قدم للمخابرات المصرية خارطة طريق حول كيفية تحقيق التهدئة، وكذلك كيفية الوصول إلى استكمال صفقة تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحمــــ اس.
وبحسبهم، بذلت المخابرات المصرية والأمم المتحدة جهودا في الأسابيع الأخيرة للتوصل إلى هدنة وأن الهدنة المؤقتة تحققت بعد أن امتثلت "إسرائيل" لمطالب حمـــ اس بشأن إعادة اعمار قطاع غزة دون أن تجعلها مشروطة بعودة الإسرائيليين الأسرى الأربعة والمفقودون لدى حمــــ اس، وموافقتها على إدخال المنحة المالية القطرية إلى قطاع غزة وعدم استعداد الحكومة الإسرائيلية للتصعيد على حدود قطاع غزة عشية تمرير الموازنة في الكنيست.
ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية، إحدى الناطقين بلسان حمـــ اس، في 30 أكتوبر / تشرين الأول أن حمـــ اس حذرت الوسطاء من أن استمرار "إسرائيل" في المماطلة في قطاع غزة ستمنع حمـــ اس من تمرير ميزانية الدولة إلى الكنيست في غضون أسبوع تقريبًا.
انطلقت قطر في التحرك، وأبلغ المبعوث القطري محمد العمادي، الذي وصل إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي، قيادة حمـــ اس أن قطر ستحول هذا الأسبوع الأموال إلى قطاع غزة لبناء وحدات سكنية جديدة في قطاع غزة وأنها تعتزم ذلك، واستكمال آلية تحويل رواتب موظفي حمـــ اس في القطاع.
أفادت صحيفة القدس في القدس الشرقية ، في 29 أكتوبر / تشرين الأول، بحسب مصادر مطلعة، بأن تفاصيل آلية تحويل الأموال القطرية الجديدة البالغة 10 ملايين دولار لموظفي حمـــ اس قد تم الاتفاق عليها بشكل شبه كامل.
وفقًا للاقتراح الذي وافقت عليه "إسرائيل" من حيث المبدأ، ستمول قطر 10 ملايين دولار شهريًا لشراء الوقود المصري الذي سيدخل عبر معبر رفح بقطاع غزة بدلاً من شركات غزة التي مولت حتى الآن شراء الوقود المصري، ستوفر هذه الآلية الجديدة مبلغ 10 ملايين دولار في الميزانية الشهرية لحكومة حمـــ اس حيث ستكون قادرة على دفع رواتب موظفيها.
وبحسب التقرير ، فإن شركة أبناء سيناء التابعة للجيش المصري ، والتي تشارك في إعادة إعمار القطاع، ستزود قطر بالوقود الذي ستشتريه بتمويل قطري. إن تحويل 10 ملايين دولار شهريا لموظفي حمـــ اس هو جزء من المنحة المالية القطرية الشهرية المحولة إلى قطاع غزة، في نهاية الحرب الأخيرة، أعلنت "إسرائيل" أنها لن تسمح بعد الآن بتدفق الأموال من قطر إلى القطاع بسبب مخاوف من أن بعض الأموال ستستخدمها حمـــ اس في تكثيفها العسكري، مثل بناء الأنفاق وإنتاج الصواريخ.
حمـــ اس تطالب بوقف التطبيع مع "إسرائيل"
في غضون ذلك، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حمــــ اس إسماعيل هنية الأسبوع الماضي الدول العربية والدول الافريقية إلى وقف التطبيع مع "إسرائيل".
وقال هنية في مؤتمر بالجزائر إن "موجة التطبيع انتهت ولن تحقق مزيدا من الاختراق (في العالم العربي) لأن التطبيع لا يخدم هدفنا".
شرح إسماعيل هنية تحليله للوضع الاستراتيجي في المنطقة كما يراه، وقال إن المنطقة تمر بثلاثة متغيرات مهمة واستراتيجية: الأولى هي الحرب الأخيرة في قطاع غزة والتي تسمى عملية سيف القدس، والثانية هي الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والثالثة فشل نظرية "إسرائيل" في بناء نظام إقليمي جديد والتحالفات معه في إطار استراتيجيته العسكرية والأمنية.
وأشار إلى الوضع الإسرائيلي وقال: "الكيان الصهـــ يوني رغم تفوقه العسكري كيان هش يعيش في أضعف مراحله، غير قادر على حسم معاركه لا على الجبهة الجنوبية مع غزة ولا على الجبهة الشمالية مع لبنان، انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان والمنطقة أضعف "إسرائيل ".
وتعكس تصريحات إسماعيل هنية خلفية تحركات حركة حمــــ اس التي تقدر أن "إسرائيل" قد ضعفت، واستراتيجية حمـــ اس هي الموافقة على تهدئة مؤقتة ضد "إسرائيل" فقط وليس التهدئة الطويلة التي ستمنح "إسرائيل" الهدوء لفترة طويلة.
تريد حمـــ اس إعادة اعمار قطاع غزة من أضرار الحرب الأخيرة، والحصول على المنحة القطرية الشهرية وحل مشاكل الكهرباء وكذلك استكمال صفقة تبادل الأسرى مع "إسرائيل" التي ستقوي موقفها في الشارع الفلسطيني، كل ذلك لعدة أشهر وبعد ذلك استئناف النشاط ضد "إسرائيل".