أم الفحم تخشى من أن تجذب داعــ ـش المزيد من الشباب وتخشى الانتقام أيضًا

هآرتس

ضياء حاج يحيى


بعد يوم من الهجوم على الخضيرة، في أم الفحم، استيقظوا صباح اليوم (الاثنين)، على واقع جديد فاجأ سكان المدينة، حتى الأسبوع الماضي، كان المجتمع العربي يعتقد، أن دعم داعــ ـش، ينصب فقط على رفع شعار التنظيم، على العلم الأسود، أو على منشورات على فيسبوك، أو على محاولات الانضمام إلى القتال في سوريا، والذي بدأ في أعقاب الحــ ـرب الأهلية، في البلاد عام 2011، الآن، تمت إضافة وسيلة أخرى، إلى هذه القائمة، الكفاح المسلح.

في ظل الحادثة، تختلف الحالة المزاجية في أم الفحم، اليوم، عن أي هجوم آخر، الغالبية العظمى من السكان، لا يدينون الهجوم نفسه فحسب، بل يدينون أيضًا الخلفية، التي يأتي منها المنفذون، الانتماء إلى داعــ ـش، في حالات أخرى، انقسم السكان، لكن يبدو أن الخوف من تنظــ ـيم الدولة الإســ ـلامية، وحدهم اليوم.

إمام من المدينة، لا يخفي في محادثة مع صحيفة "هآرتس"، أن الفكر الإجرامي بدأ ينتشر بين الشباب "المتحمسين"، منذ حوالي عقد، بالتوازي مع القتال في سوريا، ووفقًا له، يتم تغذية هؤلاء الشباب، من خلال الشبكات الاجتماعية، وبيانات غسيل دماغ المنظمة، "إنه غير خاضع للسيطرة، يجب أن يبدأ بالوالدين، والإشراف والتعليم الإسلامي السليم، داعــ ـش، ضد كل القيم الإسلامية، والأكثر إثارة للخوف، أنهم يرتكبون جرائمهم باسم الدين.الخوف أن يعطيهم الشرعية على أفعالهم، بين من ينتمون إليهم ".

يقول ناشط اجتماعي في المدينة: "إنه ليس فلسطينيًا على الإطلاق، إنه ليس مثلنا". 

"داعــ ـش هي من أكثر الجهات، التي أضرت بنا كبشر، ونحن كفلسطينيين وناشطين اجتماعيين، كنا دائماً في حــ ـرب أيديولوجية معهم، قيمهم أيضاً، غريبة على الدين".

هذه ليست الطريقة، التي نبني بها النضال الاجتماعي.

قررت بلدية أم الفحم، وبالتعاون مع أئمة المدينة، توحيد خطاب صلاة الجمعة، الذي سيتناول التسامح والأفعال، التي "تتعارض مع قيم الدين الإسلامي"، مثل الهجمات الأخيرة.

وقال رئيس البلدية، سمير محاميد، لصحيفة "هآرتس": إن "القتل قتل وليس له أسباب، وهذا الفعل بعيد عن قيمنا في المجتمع، تلقينا النبأ بدهشة".

وعلى حد تعبيره وجهت البلدية، مديري المدارس في المدينة، للحديث "عن الحادث وخطورته، لقد كنت على اتصال مع رئيس بلدية الخضيرة، وقدمنا ​​تعازينا، وكذلك مع رئيس مجلس منشيه الإقليمي، ومع قادة الشرطة في المدينة ".

ومازالت الصدمة محسوسة في المدينة، خاصة بين الناشطين، في النضال الحقوقي في المجتمع.

وقال محمود صالح جبارين: "طوال حياتنا شاركنا في المظاهرات، لكننا أغلقنا طريقاً، أو أحرقنا إطاراً على الأكثر، ليست هذه هي الطريقة، التي نبني بها نضالًا اجتماعيًا وسياسيًا عادلًا، نضالنا كمجتمع عربي، هو نضال شرعي، لذلك يجب اتخاذ خطوات قانونية".

وتابع: "لقد طالبنا طوال حياتنا بالنضال السلمي، لقد عانينا وسنعاني، لكننا سنواصل طريقنا لتحقيق حقوقنا، داعــ ـش ظاهرة أجنبية في مجتمعنا، قبل عقد من الزمن، سنواصل إدانته ".

وبحسب حاتم إغبارية، فإن معظم سكان المدينة يخشون انتقام اليهود، الخضيرة والعفولة، بشكل عام من المدن الخطرة، لذلك لم أرسل زوجتي للعمل في الخضيرة اليوم، إنها ترتدي غطاء الرأس، هناك قلق كبير".

وأضاف إغبارية: أنه على الرغم من "وجود أشياء جيدة وسيئة، إلا أننا نحتاج إلى معرفة كيفية إدارة الأزمة".

وعلى الرغم من إحجام السكان عن التحرك، إلا أن الخوف من إدانتهم علانية، واضح على وجوههم.

وقال الناشط الاجتماعي محمد أبو حسين، "ليس واضحا لي ما هي الملابسات، لكني أشعر بالإدانة والصدمة من هذا العمل". 

وأضاف: "أشارك أهالي القتلى حزنهم، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى، هناك خوف من أن يضر الهجوم بالتعايش بشكل عام، فهو عمل لا يعبر عن المجتمع العربي، وخاصة أم الفحم، آمل ألا تتكرر مثل هذه الأعمال، وأن تستخلص الدروس من الجانبين".

أما صفوت جبارين، فقال: إن المجتمع العربي بأسره، لا يجب أن يعاقب على فعل لا يمثل شيئًا، على حد قوله، وتساءل "ما خطيئة كل السكان وخاصة العمال، الذين يضطرون للذهاب للعمل خوفا؟"، "داعــ ـش أضر بالمسلمين أكثر، لقد أسالوا حمام دم، في سوريا والعراق، وفي كل الدول العربية، هذا ليس كفاحنا، لسنا في صراع غذائي، وحتى في نضالاتنا الشعبية، لا يوجد من يرتبط بهم، ولا يرتبط بقيمهم، "فهو يعتقد بضرورة وقف التحريض، على المدينة والمجتمع العربي". 

"ما يحدث في الشبكات الاجتماعية خطير، ويمكن أن يؤدي إلى التصعــ ـيد، وحالات العنف تؤدي إلى مزيد من العنف، وهذا ما لا نفعله ولا نريد فعله.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023