النمسا: محاكمة ضابط سوري كبير هربه الموساد بتهمة ارتكاب جرائم حرب
موقع نتسيف نت

أعد مكتب المدعي العام النمساوي للاقتصاد والفساد لائحة اتهام بارتكاب جرائم حرب في سوريا، بحق الضابط العسكري السابق في النظام العميد الركن خالد الحلبي، الذي هربه "الموساد" الإسرائيلي إلى خارج سوريا، وحصل على حق اللجوء السياسي في النمسا، بحسب ما أوردته شبكة "تلفزيون سوريا" الإعلامية.

تتهم لجنة العدالة والمحاسبة الدولية (CIJA) وغيرها من المنظمات الحقوقية الدولية الحلبي، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، خلال الفترة التي ترأس فيها مؤسسة أمنية في سوريا.

وبحسب موقع "Israel Defense"، فمن المتوقع أن يشهد عدد كبير من الأشخاص خلال المحاكمة التي ستبدأ قريبًا، حيث تضم ​​قائمة الشهود الرئيس السابق لجهاز مكافحة التجسس النمساوي، برنارد بيشر، والرئيس الحالي لشعبة الوزارة الاتحادية لحماية الدستور ومكافحة الإرهاب بيتر غريدلنغ، إضافة إلى مدنيين نمساويين وخبراء مخابرات.

جاء العميد الركن خالد الحلبي من مدينة السويداء، وشغل منصب رئيس "جهاز أمن الدولة" التابع للنظام السوري في مدينة الرقة منذ عام 2009، حتى هروبه من الرقة في آذار 2013 ، بحسب قوله.

ذهب الحلبي إلى تركيا، وغادرها بعد شهرين إلى الأردن، ثم استطاع السفر إلى فرنسا في فبراير 2014، وطلب اللجوء هناك، لكنه لم يحصل عليه، حتى تم تهريبه إلى النمسا وحصل على حق اللجوء هناك في ديسمبر 2015.

ويعتبر الحلبي مسئولا مباشرا عن القمع الوحشي للتظاهرات، ويحتمل أنه أصدر أوامر بإطلاق النار، وشن اعتداءات وحشية على المتظاهرين، فضلا عن انتهاكات وتعذيب المعتقلين في مقره.

كان الحلبي على اتصال بالمخابرات الفرنسية في عمان منذ 2013، ومن الأردن نُقل سرًا إلى فرنسا، حيث تقدم بطلب لجوء، لكن وجوده في فرنسا بدا مزعجًا للحكومة ورُفض التماسه.

وبحسب تقرير نشره موقع "كرير" النمساوي، فإن "الموساد" الإسرائيلي تدخل وتفاوض على نقل الحلبي إلى النمسا كلاجئ سياسي، ودخل الضابط من "أمن الدولة" إلى النمسا في عام 2015، في عملية تسمى "الحليب الأبيض".

ما لفت الانتباه، بحسب الموقع النمساوي، هو درجة الاهتمام الذي أبداه الموساد بنقل الحلبي من فرنسا، الأمر الذي فتح تحقيقًا في ماضيه وجرائمه، وما دفع الموساد إلى التسرع في نقله سرًا من فرنسا إلى النمسا، أسكنه في منزل فخم ودفع تكاليف معيشته بالكامل، وممارسة أقصى ضغط حتى يحصل على اللجوء في النمسا، بدعوى أن حياته كانت في خطر بعد تهديدات من قبل سوريين في فرنسا.

قالت اللجنة الدولية للعدالة والمساءلة، المتخصصة في البحث عن مجرمي الحرب في سوريا لمحاكمتهم؛ أن خالد الحلبي "متهم بالتعذيب والعنف الجنسي وجرائم ضد الإنسانية"، وأشارت إلى أنها قدمت للحكومة كل المعلومات عنه.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023