تخوف إسرائيلي من استهداف إيران لكبار المسؤولين في الموساد

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم



مؤسسة الجيش قلقة للغاية بشأن المعلومات الاستخباراتية التي وردت من مصادر موثوقة -الأسبوع الماضي- بأن إيران تخطط لإلحاق الأذى الجسدي بمسؤولين كبار في مؤسسة الجيش مع التركيز على كبار المسؤولين في الموساد الإسرائيلي؛ رداً على الإجراءات المنسوبة إلى الموساد الإسرائيلي.

وكان آخر عمل منسوب للموساد الإسرائيلي ضد إيران هو اغتيال العقيد داود الجعفري في سوريا الأسبوع الماضي، العضو البارز في "الحرس الثوري" الإيراني.

أصدر "الحرس الثوري" الإيراني بياناً رسمياً اتهم فيه "إسرائيل" بقتل داود الجعفري العضو البارز في الذراع الجوية للتنظيم باستخدام قنبلة جانبية قوية ألصقت على سيارته أثناء قيادته لسيارته في دمشق العاصمة السورية، وقتل معه حارس الأمن الشخصي الذي كان معه في السيارة التي كان يستقلها.

كان العقيد داود الجعفري، بحسب مصادر أمنية في "إسرائيل"، أحد "المستشارين" العسكريين لإيران في سوريا، لكنه تورط سراً في تنسيق نقل شحنات الأسلحة من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا وكان عضواً بارزاً في الجيش الإيراني وفي نظام إنتاج الطائرات بدون طيار.

ولم تؤكد "إسرائيل" ولم تنف مسؤوليتها عن اغتيال الجعفري، لكن "الحرس الثوري" وعد بالانتقام وأن "العدو الصهيوني سيدفع الثمن".

وكان الجعفري قد أقام في طهران جنازة فخمة حضرها قائد "الحرس الثوري" الجنرال حسين سلامي.

وتتهم إيران الموساد الإسرائيلي بارتكاب سلسلة اغتيالات طالت مسؤولين إيرانيين كباراً، بدءاً من مساعدة الموساد للجيش الأمريكي في تصفية الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" في "الحرس الثوري"، و محسن فخري زاده، والد البرنامج النووي الإيراني، والقضاء على علماء نوويين وكبار ضباط في "الحرس الثوري" ناهيك عن العملية الناجحة لسرقة الأرشيف النووي الإيراني من طهران من قبل عملاء الموساد.

إيران قلقة للغاية من تسلل المخابرات الإسرائيلية إلى "الحرس الثوري" وتشتبه في أن الموساد الإسرائيلي نجح في تجنيد ضباط إيرانيين كبار للتجسس لصالحها. 

وفي الآونة الأخيرة، تزعم إيران أن الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية يقفان وراء "احتجاج الحجاب" في إيران.

الإيرانيون مقتنعون بأن الولايات المتحدة و"إسرائيل" تعملان على استبدال النظام في بلادهم وأنهم يدعمون عسكرياً الأقلية الكردية والأقلية البلوشية في إيران الذين يلعبون دوراً نشطاً للغاية في "احتجاج الحجاب".

ليس من المستحيل أن يكون الهجوم بطائرة مسيرة انتحارية قبل نحو أسبوعين على الناقلة المملوكة لـ"إسرائيل" في خليج عُمان جزءاً من الرد الإيراني على الأفعال التي تنسبها إلى الموساد الإسرائيلي، ولكن الآن يتركز الجهد الإيراني على يخططون لإيذاء كبار المسؤولين في الموساد الإسرائيلي في "إسرائيل" وفي الخارج ممن هم في الخدمة الفعلية والمتقاعدون.

في مارس من هذا العام، بث "الحرس الثوري" الإيراني رسالة تحذير لرئيس الموساد ديفيد بارنيع، مفادها أن حياته في خطر عبر مقطع فيديو يكشف تفاصيل شخصية ومحرجة عنه.

احتوى الفيديو على صور لرئيس الموساد، وصورة لمنزله في وسط البلاد، وتذاكر طائرة اشتراها، وصورة لبطاقة هويته وأكثر من ذلك، ومن المحتمل أن يكون رئيس الموساد ومسؤوليه قد بدأوا بالفعل في اتخاذ إجراءات احترازية بعد تنبيه المخابرات، وأولئك الذين يحتاجون إلى توخي الحذر بشكل خاص هم كبار مسؤولي الموساد السابقين الذين أصبحوا رجال أعمال وغالباً ما يسافرون إلى الخارج مثل يوسي كوهين، تامر باردو وداني ياتوم.

يجب عدم الاستهانة بالاستخبارات الإيرانية، فلديها قدرات عملياتية في الخارج وكذلك في "إسرائيل" نفسها، ويمكنها بالتأكيد تجنيد فلسطينيين من الضفة الغربية من خلال حماس أو الجهاد الإسلامي لمحاولة إيذاء كبار مسؤولي الموساد داخل أراضي "إسرائيل" نفسها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023