موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
قنبلة موقوتة فلسطينية
لا تزال "إسرائيل" تتعافى من هجوم الدهس الذي وقع في نهاية الأسبوع الماضي في حي راموت بالقدس، وظاهرة المنفذين المنفردين تضرب "إسرائيل" مرة أخرى ولا يوجد لدى جهاز الأمن الإسرائيلي رد على هذه الظاهرة.
تتجنب الحكومة اليمينية الجديدة في "إسرائيل" عملية عسكرية كبيرة في شمال الضفة الغربية في الوقت الحالي، رغم أن الوضع الأمني يتطلب ذلك.
وبحسب المسؤولين الأمنيين، في شمال الضفة الغربية، في مناطق نابلس وجنين وطولكرم، يوجد بالفعل حوالي ألف مسلح، وآلاف من الأسلحة غير المشروعة وكميات ضخمة من الذخيرة، ولم تعد قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تدخل هذه المناطق كما أن التنظيمات الفلسطينية تملأ الفراغ الأمني وعلى رأسها الذراع العسكري لتنظيم الجهاد الإسلامي (سرايا القدس) والذراع العسكري لحركة فتح (كتائب شهداء الأقصى).
يواصل الجيش الإسرائيلي والشاباك عملية الاعتقال اليومية الكبيرة (كاسر الأمواج) التي حققت نجاحًا جزئيًا فقطـ ولكنها لا تستطيع اجتثاث البنية التحتية للمقاومة، وهذا يتطلب احتلال المنطقة واعتقال جميع المسلحين وتنظيفًا شاملاً للمنطقة من البنية التحتية للمقاومة.
تمارس إدارة بايدن ضغوطًا كبيرة على حكومة نتنياهو لتفادي عملية عسكرية كبيرة خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد مع حلول شهر رمضان، في الوقت الذي تمارس فيه ضغوطا على السلطة الفلسطينية للموافقة على الخطة الأمنية التي وضعها الجنرال الأمريكي مايك فنزل لتدريب 12 ألف عنصر أمني فلسطيني لمحاربة المقاومة في شمال الضفة الغربية، والرئيس أبو مازن يرفض الخطة الأمريكية بل ويوقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل".
تواصل الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية تنفيذ الهجمات بل والتخطيط لهجمات على أراضي "إسرائيل" نفسها، قبل 3 أسابيع، اضطر الجيش الإسرائيلي إلى دخول مخيم جنين للاجئين من أجل اعتقال خلية تابعة للجهاد الإسلامي الذي كان يخطط لتنفيذ هجوم كبير داخل "إسرائيل" نفسها، خلال عملية للجيش الإسرائيلي في المخيم استشهد 9 فلسطينيين، معظمهم من مسلحين أطلقوا النار على جنود الجيش الإسرائيلي.
تعتبر المجموعات الفلسطينية قنبلة أمنية موقوتة، فهي مستمرة في النمو والانتشار باتجاه مناطق أخرى في الضفة الغربية، ومؤخراً نشأت مثل هذه المجموعة التابعة لمنظمة حماس في مخيم عقبة جبر للاجئين في منطقة أريحا وأقامت هناك " كتيبة عقبة جبر "التي بدأت بتنفيذ هجمات في منطقة أريحا.
تواصل الجماعات المسلحة شن هجماتها ضد أهداف إسرائيلية، وتشير التقديرات إلى أنها ستصعد الهجمات خلال عام 2023، ومع ذلك، فهي غير قادرة على الاتحاد في هيئة منظمة واحدة ستكون بديلاً لحركة فتح التي هي العمود الفقري للسلطة الفلسطينية.
من ناحية أخرى، فإن استمرار العمليات لهذه الجماعات قد يؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة من شأنه تسريع عملية انهيار السلطة الفلسطينية، وهناك سيناريو آخر محتمل يتمثل في أن تستغل حركة حماس هذه الظاهرة لتعميق انتشارها ونفوذها في أراضي الضفة الغربية استعدادًا للسيطرة على السلطة الفلسطينية في المستقبل.
هذه السيناريوهات سيئة من وجهة نظر "إسرائيل" ويجب عليها أن تجد، بأسرع ما يمكن، أنسب توقيت من وجهة نظر سياسية وعسكرية لشن عملية واسعة النطاق ضد الجماعات المسلحة في الضفة الغربية التي تزداد قوتها بشكل تدريجي.
نشاط الجماعات المسلحة الذي ظهر في شمال الضفة الغربية مباشرة بعد هجوم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في أيار 2021 (حارس الأسوار) إلى جانب ظاهرة العمليات الفردية، كما تجلى في العملية في حي نفيه يعقوب بالقدس وهجوم الدهس عند مفرق راموت بالقدس، يتم تشجيع الجمهور الفلسطيني والوسط العربي في "إسرائيل" على الشروع في انتفاضة مسلحة خلال شهر رمضان، ويرافق هذا النشاط حملة واسعة على التحريض من قبل السلطة الفلسطينية وحركة حماس والجهاد الإسلامي، فإن الدوافع الرئيسية لهذه الحملة هي أن "المسجد الأقصى في خطر" وأن "إسرائيل" تبتلع الأراضي الفلسطينية من خلال توسيع المستوطنات.
أعلنت قيادة الأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية، في 13 شباط / فبراير، أنه مع بداية شهر رمضان المقبل، سيضرب 5000 أسير أمني عن الطعام احتجاجا على تدهور أوضاع سجنهم، وتهدف الخطوة إلى زيادة تصعيد أمني.
تخطط السلطة الفلسطينية والمنظمات والأردن تحدي حكومة نتنياهو من وجهة نظر أمنية، في الوقت نفسه مع النشاط السياسي للسلطة الفلسطينية على الساحة الدولية لتقديم الحكومة اليمينية على أنها "حكومة فصل عنصري" وجرها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
يرسل الرئيس بايدن رسائل إلى رئيس الوزراء نتنياهو لتجنب الإجراءات الأحادية الجانب تجاه الفلسطينيين التي قد تؤدي إلى التصعيد، كما أنه يتدخل في الإصلاح القانوني الذي تعتزم الحكومة تمريره من خلال التشريع في الكنيست وحتى الآن لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض، من ناحية أخرى، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الذي التقى به قبل نحو عشر سنوات وتحفظ على سياسات الحكومة الإسرائيلية.
جيل الشباب الفلسطيني الجديد، الذي لم يخض الانتفاضة الثانية قبل 20 عامًا، ثائر ويقاتل، وقيادة السلطة الفلسطينية معزولة عنه، ومسلحو الجماعات المسلحة، نجوم تطبيق تيك توك هم أبطالها.
الضفة الغربية وشرقي القدس تنبضان بالحيوية وتتوقعان انفجارًا وشيكًا، وتواجه "إسرائيل" تحديًا أمنيًا كبيرًا في الأسابيع المقبلة.