"إسرائيل" وكآبة المشهد

رجائي الكركي

مختص بالشأن الإسرائيلي

بقلم:
رجائي الكركي  



قد يقرع جرس الإنذار بعد فوات الأوان، فتسارع الاحداث داخل "إسرائيل" وما تقوم به حكومة نتنياهو الفاشيّة من انقلاب على منظومة القضاء، يذكرنا بما صرح به رئيس الوزراء الأسبق "آرئيل شارون" عام 2005 حينما قال:" البقاء في الليكود يعني إضاعة الوقت في الخلافات السياسية بدلا من العمل من أجل صالح البلاد"، تلك التصريحات تتكرر مع اختلاف قائلها هذه المرّة، فنائب رئيس الموساد الأسبق عميرام ليفين قال " نتنياهو فقد السيطرة، ويؤسس لديكتاتورية صغيرة في إسرائيل".

 الكيان المحتل قد يفقد السيطرة في أي لحظة، مؤسسة الهستدروت وهي (مؤسسة نقابية تتحكم بمفاصل الاقتصاد الاسرائيلي)، أعلنت عن إضراب عام وواسع، سيصيب "إسرائيل" بشلل حقيقي بدأ بتعطيل "مطار بن غروين" الدولي، في مقابل اعلان مفوّض الشرطة "الإسرائيلية" العام "شبتاي" عن فقدان سيطرة الشرطة أمام ما يحدثه المحتجين في شوارع الكيان " الإسرائيلي".

ومن المُلاحظ بأن حالة الارباك الجارية تعمّق الانقسام الداخلي بدرجة غير مسبوقة، قد تدفع "إسرائيل" للانزلاق نحو حربٍ أهلية، مع الإشارة أن هناك انقسامٌ قائم بين أطراف ليبرالية وأخرى دينية متعصبة، إضافة إلى انقسامٍ عميق وقديم بين الأشكناز الغربيين والسفارديم الشرقيين.  
 إذاً ليست محض صدفة، أن ينهض مائة مؤرخ "إسرائيلي" يحذرون من خطر نتنياهو الذي يهدد وجود "إسرائيل"، وليس بعيداً عنه "بن غفير وسموتريتش" الذين يصبون الزيت على النار لتحافظ على حرق المزيد، من جهته "سموتريتش" أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو للمضي قدما من أجل التوقف المؤقت في مسيرة الإصلاح؛ بينما بن غفير يهدد بانسحاب حزبه من الحكومة حال توقفت مسيرة الإصلاح.



من جانبه، اليمين المتطرف لن يعدل عما يرنو إليه، وبهذا ستكون "إسرائيل" قد فعّلت آلة التدمير الذاتي، وهذا ما حذّر منه رئيس جهاز الموساد السابق "باردو": "إسرائيل" اختارت تفعيل آلية التدمير الذاتي لديها"، وأضاف أن "إسرائيل" ممزقة ونازفة، فبعد أربع معارك انتخابية في غضون عامين، أنتجت حكومة معقدة".  

  ختاماً جبروت "إسرائيل" القويةً والعتيّةً التي خاضت الحروب تلو الحروب مع العرب والفلسطينيين، هذه المرّة ستُحارب نفسَها، وقد بدأت ملامح الحرب مع نفسها على يد اليمين المتطرّف الذي يغذّيها، وقد نسمع قريبًا صوتاً عالياً يقول "أنقدوا "إسرائيل" من "إسرائيل"!



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023