تحول قد يشكل منعطفاً مهماً: بيان" أبناء القائد أبو جندل" يدعون فيه لإعلان مواجهة شاملة مع الاحتلال

حضارات

مؤسسة حضارات

الأحد 5 نوفمبر 2023 مساء:

نشرت وسائل الإعلام الفلسطينية بياناً موقعاً باسم أبناء القائد أبو جندل.. أبناء فتح.. أبناء الأجهزة الأمنية


دعا فيه عناصر من الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية إلى إعلان المواجهة الشاملة مع الاحتلال، في الوقت الذي يتعرض فيه قطاع غزة لقصف وحشي وعنيف لليوم الثلاثين على التوالي.. زاد خلالها عدد الشهداء على 9000 شهيد، استُخرج كثير منهم أشلاء وجثثاً محروقة؛ 70% منهم أطفالاً، ولا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.. وبدا خلالها قطاع غزة عبارة عن رمام من الأبنية المدمرة. 



وبحسب البيان الذي حمل رقم (1)، فإن المجموعة أعلنت عن"مهلة 24 ساعة لإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس المواجهة الشاملة مع الاحتلال". 



وأكدت المجوعة في بيانها وفي تحول مهم ومنعطف سيشكل مرحلة جديدة في الضفة: " أن عشرات من أفراد الأجهزة الأمنية سيعلنون الإثنين تمردهم على الأجهزة الأمنية، وسيكشفون عن أسمائهم، إن لم يصدر قرار واضح من عباس بشأن المواجهة الشاملة مع الاحتلال". 



ولا يخفى على أحد أنه وخلال القصف الهمجي على قطاع غزة من الطيران الحربي الصهيوني، كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غائباً مغيباً عن المشهد وكأن قطاع غزة موجود في جزر الواق واق وليس في جزء محاصر مجوع من فلسطين.. 



خطابات محمود عباس كانت قبل العدوان على غزة، واستمرت بعد العدوان على حالها هزيلة، مستجدية، فارغة، تثير حنق الشعب الفلسطيني المجاهد الذي تليق به قيادة حازمة قوية متحدية كقيادة المقاومة التي لا يعترف بها محمود عباس ويقول إنها لا تمثل الشعب الفلسطيني.. وعندما تراجع عن هذا التصريح عاد ليقول: إن من يمثل الشعب الفلسطيني فقط هي منظمة التحرير الفلسطينية وليس سواها.. رغم ما يعلمه القاصي والداني من أن منظمة التحرير الطلقة الأولى والرصاصة الأولى ليست هي ذاتها منظمة التحرير أبو مازن وزمرته. 



وحتى في بداية العدوان الدموي على غزة، وعندما خرج الفلسطينيون غاضبون في الضفة الغربية المحتلة إلى الشوارع يعبرون عن غضبهم وكان أبو مازن غائباً في عمان مغيباً عما يجري مشغولاً بملاطفة بلينكن وزير الخارجية الأمريكي الداعم لعدوان الاحتلال على غزة، تصدت للمتظاهرين قوات الأمن الفلسطينية، وقمعتهم بشراسة، بل وقتلت وأصابت عدداً من الشبان، ما دعا المتظاهرين في مناطق عدة  من الضفة المحتلة، إلى المطالبة بـ"إسقاط الرئيس".



مواقف الرئيس محمود عباس العاجزة المستجدية القديمة الجديدة أدت إلى تضاؤل نفوذ السلطة في الضفة المحتلة، رغم الاعتقالات السياسية التي تمارسها، وملاحقتها المستمر للمقاومين والنشطاء في الضفة، ما دفع كثير من الفلسطينيين إلى باعتبارها عاجزة في أفضل الأحوال، أو متعاونةً مع الاحتلال الذي يفتك بالشعب الفلسطيني ليل نهار ويسلبه أرضه وحقوقه ويضيق عليه ويحاصره.



فهل يغير محمود عباس مواقفه، ويستجيب لهذه المجموعة من الأجهزة الأمنية ويتخلى عن كل الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، كما تخلى عنها الاحتلال منذ عهد بعيد، ويعلن المواجهة مع المحتل؟



يقولون: إن غداً لناظره لقريب.. وغداً يذوب الثلج ويظهر المرج من تحته.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023