أولاً : الموقف :
في صفحة العدو القتالية ؛ لا يزال العدو منذ بدئ مناورته البرية في ي : 27/ 10/ 2023 س : 22:00 يحاول تثبيت قواته على مساحات جغرافية في منطقة الجهد الرئيسي للعمليات من خلال العمل على أربعة محاور جهد رئيسية :
ففي المحور الشمالي الغربي ـ محور الجهد الرئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ : شهد هذا المحور عمليات قصف عنيفة نهار وليلة أمس ، كغطاء ناري لتقدم قوات العدو في المناطق الداخلية لبقعة العمليات في منطقة العطاطرة والسودانية وجباليا ومخيم الشاطئ وحيي الصفطاوي والشيخ رضوان . ولتأمين اندفاعه داخل منطقة العمليات هذه فقد استخدم العدو :
حيث دارت ، وما زالت تدور هناك اشتباكات عنيفة بين دفاعات المقاومة في منطقة المسؤولية ، وقوات العدو العاملة في منطقة العمليات هذه .
حيث ما زالت العمليات على هذا المحور دائرة بين تشكيلات العدو ودفاعات المقاومة المنتشرة هناك ، حيث يتعرض المقاومون على العدو بالغارات والكمائن ، التي أوقعت فيه خسائر بشرية ومادية . ولم يُسجل أي تطور لموقف العدو في محاور القتال هذه .
أما في المحور الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ : " مفساليم " المقبرة الريس الكاشف جباليا التفاح ؛ فلا زال موقف العدو في هذه المحور لم يتغير عما كان عليه بالأمس ، حيث تدور اشتباكات بين تشكيلات المقاومة وقوات العدو العاملة عليه .
أما في المحور الجنوبي الشرقي ـ محور جهد رئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ : كارني صلاح الدين الزيتون تل الإسلام جنوب الشيخ عجلين ؛ فقد سُجل بالأمس تطور لافت لموقف العدو على هذا المحور ، حيث حاول العدو ، و ما زال يحاول التقدم داخل الأحياء الجنوبية ـ الشجاعية ، حي الزيتون ، تل الإسلام ، الشيخ عجلين ـ ، حيث حرك قواته بشكل متزامن للضغط على دفاعات المقاومة المنتشرة في هذه المناطق ، مركزاً جهده على حيي "تل الإسلام / الهوا " و " الشيخ عجلين " المحاذيين لمنطقة الساحل ، حيث نقطة ارتكازه العملياتية التي أقامها على شارع الرشيد الذي تموضع عليه منذ يومين . حيث خاضت دفعات المقاومة قتالاً عنيفاً مع العدو على هذه المحاور الفرعية الموصلة إلى عمق الجهاز الدفاعي للمقاومة في هذه المناطق.
أما في محور الساحل البحري : لم تسجل بالأمس أي عمليات إبرار على سواحل غزة ، مع بقاء الجهد الناري من البحر ، كجهد إسناد وتغطية لقوات العدو العاملة على البر ، حيث قُصفت مناطق في مخيم الشاطئ و خان يونس ورفح انطلقاً من القطع البحرية الإسرائيلية .
أما في محاور الجهد الثانوي : حيث مناطق المحافظات الوسطى والجنوبية الواقعة جنوب وادي غزة ؛ فلا زال العدو يحتك ، بالنار والمناورة ، مع تشكيلات المقاومة المنتشرة على الحافة الأمامية ـ جحر الديك ، القرارة ، البريج ، خان يونس ، عبسان ، رفح ـ للمناطق السكنية في منطقة العمليات هذه ، بهدف إشغال وتثبيت ومنع هذه المناطق من توفير التعزيزات والاسناد لتشكيلات المقاومة العاملة في منطقة الجهد الرئيسي الواقعة شمال وادي غزة .
هذا وقد بقي العدو في الـ 24 ساعة الماضية يمارس ضغطه على البيئة الحاضنة للمقاومة ، مستهدفاً المنازل والمراكز الصحية والخدمية ومراكز إيواء النازحين ، حيث طال قصفه معظم أحياء ومخيمات مدنية غزة خصوصاً ، وباقي مدن محافظات القطاع عموماً .
وفي صفحة موقف المقاومة ؛ لا زالت المقاومة تتصدى للعدو على جميع محاور الجهد الرئيسي في منطقة شمال قطاع غزة ، وتتعرض عليه بعمليات التسلل والغارات ، والالتحام من مسافات قريبة مستخدمة عبوات "العمل الفدائي " وقذائف الياسين الترادفية ؛ كما تصدت له على محور بيت لاهيا ، ومتفرعاته في التوام والعطاطرة وأبراج الكرامة .
هذا وقد بقيت المقاومة مشتبكة مع العدو على المحاور الثلاثة التي يحاول من خلالها التقدم لاحتلال بيت حانون في الشمال الشرقي لقطاع غزة ، ملحقة به خسائر في الأرواح والآليات . كما منعت المقاومة العدو حتى الآن من التقدم على محور المقبرة الكاشف .
أما في المحور الجنوبي الشرقي / حي الزيتون تل الإسلام الشيخ عجلين ؛ فإن المقاومة تتصدى لقوات العدو وتتعرض عليه بالنار وبغارات المشاة وأسلحة م . د ، حيث منعته من إحراز أي تقدم مهم في عمق هذه المناطق . كما بقيت المقاومة تصد محاولات تقدم العدو باتجاه المراكز الرئيسية في المحافظات الوسطى والجنوبية : دير البلح ، البريج ، خان يونس ، رفح ، حيث قصفت مناطق حشده ، وقواته المتقدمة على بعض المعابر في " جحر الديك " و " معبر صوفا " . كما واصلت المقاومة قصفها بالصواريخ والمدفعية مدننا المحتلة في الداخل الفلسطيني : " تل الربيع " و " عسقلان " و "أسدود " ، ومواقع حشد العدو وتجمعه على غلاف غزة .
وفي السياق ؛ فقد استهدفت المقاومة العراقية قاعدة " عين الأسد " الأمريكية في الأنبار ، كما أطلقت صاروخاً من نوع " أقصى 1 " على قواعد أمريكية في سوريا والعراق . كما أعلن عن اطلاق مجموعة من الطائرات المسيرة من اليمن باتجاه أهداف في فلسطين المحتلة . أما في جبهة الجنوب اللبناني ؛ فقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " موقعي المالكية وجل الدير بالأسلحة الصاروخية ، كما تم استهداف التجهيزات الفنية في موقع الراهب المعادي ، هذا وقد قصفت كتائب عز الدين القسام من لبنان مغتصبة نهاريا بـ 16 صاروخاً .
وفي الضفة الغربية ؛ بقي العدو يبادر بعمليات الاقتحام والمداهمة ، واعتقال النشطاء ، ومنع المشاركة الحقيقية والفعلية التي من شأنها أن تخفف الضغط عن أهلنا في قطاع غزة ، حيث اقتحم العدو مدينة طولكرم ، التي ارتقى فيها بالأمس 4 شهداء في عملية اغتيال طالت نشطاء من الفصائل المسلحة العاملة في هذا المنطقة ، كما دمر العدو البنية التحتية في مخيمها . هذا وقد سُجل بأمس ـ س : 0930 ـ مقتل مجندة في عملية طعن في مدنية القدس ، كما ارتقى شهيداً في مدينة حلحول . وفي سياق عمليات قمع العدو لأهلنا في الضفة الغربية ؛ فقد اقتحم مخيمي الأمعري وشعفاط ، وعناتا والسموع ويعبد جنين ـ صباح هذا اليوم ـ ، يذكر أن عدد شهداء الضفة الغربية بأمس بلغ 8 شهداء .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ فقد استمرت التظاهرات الحاشدة تخرج مؤيدة للمقاومة ، وداعمة لشعبنا في معظم عواصم العالم العربي والإسلامي وبعض العواصم الغربية ، مطالبة بوقف الحرب ، وتوقف دعم آلية القتل الصهيونية .
وفي الجهود السياسية؛ لم يسجل شيء جديد يذكر في الموقف السياسي منذ أمس ، ينعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة ؛ حيث ما زال الحديث يدور عن هدن إنسانية لتوفير ظروف مناسبة لإطلاق سراح بعض الأسرى لدواعي إنسانية ، أو إخراج مزدوجي الجنسية من قطاع غزة . وفي هذا السياق فقد وصل " وليام بيرنز " مدير المخابرات المركزية الأمريكية إلى الكيان المؤقت لبحث زيادة التنسيق المعلوماتي بين إدارته وأجهزة أمن دولة الاحتلال . كما صرح وزير الدفاع الأمريكي " اوستن " أن إدارته ملزمة بردع أي جهة تبادر الى التصعيد في المنطقة ، وفي سياق الدعم الأمريكي غير المحدود للعدو ؛ فقد صرح مسؤولٌ في البيت الأبيض بالأمس أن إدارته تريد من ( إسرائيل ) أن تكون عمليتها ضد " حماس " سريعة وحاسمة ومميته ! كما بدأ بالأمس الحديث عن إمكانية عمل وقفات قتالية قصيرة ، قال البيت الأبيض أن "بادين" ناقشها مع " نتن ياهو " .
ثانيا : التقدير والتحليل :
ذكرنا بالأمس أن عمليات القتال الميداني قد أخذت طابع القتل الروتيني لأي معركة تطول أيامها ؛ فقد تحولت العمليات اليومية وعلى كافة محاور القتال إلى عمليات :
إن مراقبة جهود العدو النارية ، وتحركاته الميدانية ، تشير بأن العدو يريد أن يصل إلى ما يعتقد أنه مركز ثقل المقاومة المعنوي والتعبوي ـ مستشفى الشفاء ـ ليحقق صورة نصر يستطيع معه أن يقدم للمستوى السياسي ما يمكن أن يُصرّفه في المفاوضات . كما أن ما يَرد من أخبار عن مفاوضات غير مباشرة بين المقاومة والعدو ( الأمريصهيوني ) تدل على أن العدو من خلال قصفه ومحاولات تقدمه الأرضية ؛ بالإضافة إلى محاولة تحقيق إنجاز جغرافي ؛ فإنه يُشَغل روافع ضغط ميدانية تساعده في هذا المفاوضات السياسية .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الـ 24 ساعة القادمة سوف تشهد التطورات التالية :
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
07/ 11/ 2023