حمّل نادي الأسير الفلسطينيّ، سلطات الاحتلال الإسرائيليّ كامل المسؤولية عن مصير المعتقلة والناشطة الحقوقية خالدة جرار، بعد أن أقدمت إدارة السّجون مؤخرا على نقلها وعزلها إنفراديا في عزل "نفي تيرتسيا" في سجن (الرملة).
واعتبر نادي الأسير، أنّ عملية عزل جرار تأتي في إطار الإجراءات الانتقامية الممنهجة التي تنفذها إدارة السّجون بحقّ الأسرى وكجزء من الجرائم الممنهجة التي تنفذها بشكل -غير مسبوق- منذ بدء حرب الإبادة، مشدداً على أنّ هذا الإجراء الانتقامي ما هو إلا امتداد لعملية استهداف ممنهجة تعرضت لها الناشطة جرار على مدار السنوات الماضية، وشكّلت عملية اعتقالها الإداري المتكرر أبرز أوجه ذلك.
ووفقا لبيان صدر اليوم عن مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وذلك استنادا لزيارة أحد المحامين لها في عزل "نفي تيرتسيا" نقل ظروف العزل القاسية التي فرضتها إدارة السّجون بحقّ جرار، ومن ضمن ما نقلته جرار للمحامي، "أنّ إدارة السّجون كانت قد اقتحمت الغرفة التي تقبع فيها في سجن (الدامون) بتاريخ 12/8/2024، واقتادتها للاستجواب، حيث وضعت حينها في زنزانة متسخة مليئة بالحشرات ومكثت فيها ليوم كامل دون أن يتم التحقيق، ولاحقا جرى نقلها دون توضيح أية تفاصيل حول جهة النقل أو الأسباب"
"كما وتم وضع جرار في زنزانة عزل صغيرة جداً؛ حيث لا يتسع في الزنزانة سوى فرشة، وهناك حمام صغير جدًا يحتوي على مرحاض ودش. وهي مغلقة تمامًا بدون نافذة للتهوية، ويتم إعطائها كميات قليلة جدًا من المياه، إضافة إلى تقديم طعام بجودة رديئة للغاية وكميات قليلة، مع العلم أن جرار تعاني من مشاكل صحية وتحتاج لغذاء صحي خاص، ومنذ اليوم الأول من العزل تمنع جرار من الخروج إلى الفورة."
يُذكر أنّ قوات الاحتلال كانت قد أعادت اعتقال جرار في 26/12/2023، من منزلها في رام الله، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري وقد صدر بحقها أمريّ اعتقال إداري، وطوال المدة الماضية كانت محتجزة في سجن (الدامون) إلى جانب الأسيرات، إلى أن نُقلت إلى العزل مؤخرا؛ ومنذ اعتقالها تواجه كما كافة الأسرى والأسيرات ظروف اعتقال قاسية وصعبة، وعمليات تنكيل وجرائم ممنهجة.
ويُشار إلى أنّ جرار هي أسيرة سابقة تعرضت للاعتقال نحو خمس سنوات، وهي ناشطة حقوقية ونسوية ونائب سابق في المجلس التشريعي، وعلى مدار عمليات اعتقالها المتكررة واجهت إجراءات انتقامية بحقها، وكان أقساها حرمانها من إلقاء نظرة الوداع على ابنتها التي توفيت في اعتقالها السابق.
وهي واحدة من بين 86 أسيرة في سجون الاحتلال، غالبيتهن يقبعن في سجن (الدامون)، من بينهن أسيرة حامل، وأمهات، ومن بينهن أمّ لشهيد، بالإضافة إلى شقيقات شهداء وأسرى، وأسيرات سابقات، وطالبات، وصحفيات، وناشطات، ومحاميات.
من الجدير ذكره أن الاحتلال صعّد منذ بدء حرب الإبادة من حملات الاعتقال بين صفوف النّساء، وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوفهن نحو (350)، وهذا المعطى لا يشمل حالات الاعتقال بين صفوف النّساء من غزة ويقدر عددهن بالعشرات.