يا شعبنا الفلسطيني العظيم،
أيها المسلمون في كل مكان،
يا أحرار العالم...
في مثل هذا اليوم من العام 1969، امتدت يد الإجرام الصهيونية لإحراق المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في محاولة يائسة للنيل من عقيدتنا وإرادتنا. واليوم، ونحن نقف على أعتاب الذكرى الخامسة والخمسين لهذا الجريمة الشنيعة، نجد أنفسنا أمام تحديات أشد وأخطر، تستهدف وجودنا وهويتنا ومقدساتنا.
إن القدس، رمز كرامة الأمة وقلب فلسطين النابض، تتعرض اليوم لمخاطر حقيقية تهدد طابعها العربي والإسلامي. لم تتوقف مشاريع التهجير القسري وتفريغ المدينة من أهلها، ومحاولات تهويد المسجد الأقصى، لحظة واحدة، بل زادت وتيرتها في ظل التطبيع العربي مع مجرمي الكيان. يواصل المستوطنون اقتحاماتهم اليومية وتدنيس الحرم الشريف، تحت حماية قوات الاحتلال، في مسعى لتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وبسط السيادة المزعومة، كرمز لإعلان النصر على الأمة جميعها.
في الذكرى الخامسة والخمسين، تتصاعد مشاريع تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتفريغ قرى الضفة المحتلة وبلداتها من سكانها الأصليين، في محاولة لإحكام السيطرة على الأرض وتغيير معالمها الديمغرافية. يسعى الاحتلال جاهدًا، من خلال تسليح عصابات المستوطنين، لفرض واقع جديد، يهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية وتقطيع أوصال الضفة.
ولكن شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام، لن يرضخ لهذه المخططات، وسيبقى صامدًا في أرضه، متمسكًا بحقوقه الوطنية الثابتة.
أما في غزة، فالحرب التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد أهلنا هناك هي حرب إبادة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. لم تترك طائرات الاحتلال وصواريخه حجرًا على حجر، فاستهدفت الأطفال والنساء والشيوخ، ودمرت المنازل والمستشفيات والمدارس. ورغم كل هذا العدوان الغاشم، فإن غزة لم تنكسر ولن تنكسر. فصمود أهلنا في غزة هو دليل على أن إرادة الحياة لدى شعبنا أقوى من آلة الحرب الصهيونية.
إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وفي هذه الذكرى الأليمة، نؤكد على أن القدس ستبقى عنوان مقاومتنا، وأن الدفاع عن المسجد الأقصى واجب على كل حر وشريف. وندعو أمتنا العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، إلى الوقوف إلى جانب شعبنا في معركته العادلة ضد الاحتلال، وإلى دعم صموده في وجه المؤامرات التي تستهدف قضيته العادلة.
فليعلم العالم أجمع، بأن شعبنا الذي قاوم المشروع الصهيوني على مدى قرن كامل، لن يرضخ ولن يتنازل أمام السياسات الإجرامية للكيان، مهما غلت التضحيات، وسيبقى متمسكاً بأرضه وبمقاومته رغم تخلي بعض أبناء جلدتنا عن كرامتهم وعن مسرى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
لن ننسى، ولن نغفر. وسنبقى أوفياء لدماء شهدائنا الأبرار، ولن نرتاح حتى تحرير كامل أرضنا الفلسطينية، وعودة أهلنا المهجرين إلى ديارهم.
"وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُم عذَابٌ أَلِيمٌ"
وإنه لجهاد... نصر أو استشهاد