يشنّ الاحتلال المجرم عدواناً شاملاً على مدن شمال الضفة المحتلة ومخيماتها، في حرب مفتوحة وغير معلنة كنا قد حذرنا منها. يسعى هذا العدوان إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة من الكيان لفرض وقائع ميدانية جديدة تهدف إلى إخضاع الضفة المحتلة وضمها، وبسط سيادته على مقدساتنا، في حرب وجودية ضد شعبنا الفلسطيني.
إن الحملة العسكرية الواسعة التي يشنها الاحتلال في الضفة المحتلة تأتي في سياق مخططاته لفرض السيطرة على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، حيث يسعى إلى تنفيذ مخططاته التهويدية الخبيثة، بما في ذلك بناء كنيس في باحات المسجد الأقصى، في تحدّ وقح لكرامة كل العرب والمسلمين، وانتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.
إنّ أبناءنا في كتائب سرايا القدس في الضفة، يخوضون أشرس المعارك للتصدي لهذه الحملة المجرمة، التي تشمل حصار المستشفيات ومنع المصابين والمرضى من الحصول على العلاج، واستخدام الطائرات المسيرة والحربية لقصف الأهداف المدنية داخل المخيمات والبلدات، بالإضافة إلى فرض حصار مشدد على هذه المناطق بمئات الجنود والمدرعات في محاولة لتركيع شعبنا وكسر إرادته.
وكما في غزة، يرتكب كيان العدو جرائمه في الضفة فيما العالم يشاهد هذه الجرائم في تقاعس عربيً رسميً وشعبيً فاضح، حيث يقف الكثير مكتوفي الأيدي أمام الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا ومقدساتنا، ما يترك الشعب الفلسطيني وحيداً في مواجهة آلة القتل والإجرام الصهيونية المستمرة.
يجري ذلك، فيما يستمر الاحتلال في ارتكاب المجازر البشعة في حرب إبادة لا لبس فيها في قطاع غزة المحاصر، ضارباً بعرض الحائط كل النداءات الدولية لوقف الحرب وإدخال المواد الإغاثية وفتح ممرات آمنة للمدنيين، مدعوماً من الإدارة الأمريكية التي تشرف على هذه الجرائم وتوفر لها كل أنواع الدعم السياسي والغطاء العسكري.
إننا ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه المجازر والانتهاكات، ونحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه السياسات العدوانية. كما ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل والفاعل نصرةً لشعبنا ومقدساتنا، ورفضًا لهذا العدوان المستمر الذي يهدف إلى تصفية قضيتنا العادلة.