المقاومة في الضفة المحتلة.. غضبُ الأبرار وثأرُ الأحرار
منذ بداية معركة طوفان الأقصى تتصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية بشكل مضطرد، وتتسع رقعتها وتزداد شراستها ونوعيتها، فكلما ظنّ العدو أنه في الطريق لاحتوائها أو القضاء عليها فاجأته المقاومة وخلايا القسام بكل جديد.
وباتت تشكيلات المقاومة تلحق بالعدو خسائر وأضراراً بالغة في الأرواح والمعدات الصهيونية رغم الظروف الصعبة ومعقدّة التي يتم العمل بها، من الملاحقة التي تقوم بها أجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية وليس انتهاء بالدور الوظيفي المشبوه الذي تقوم به أجهزة السلطة هناك.
بيعة متجددة
كما بقية كل بقاع فلسطين المحتلة واجه المقاومون في الضفة العدو بكل الوسائل المتاحة، فكانت الحجارة بداية لصد تغول جيش العدو، وبعدها فجر أسود الحماس ثورة السكاكين ودقوا أعناق الصهاينة الملاعين، ثم اصادت مسدساتهم رؤوس الجنود والمغتصبين، وأدخلت عمليات الدهس إلى الخدمة، إلى أن زخ مجاهدونا بصليات الرصاص مغتصبات ومركبات الصهاينة، وليس انتهاء برعب العمليات الاستشهادية والعبوات الناسفة.
كانت ولا زالت الضفة الغربية نار تحرق جيش الاحتلال وقطعان المغتصبين، وكان لمجاهدي كتائب القسام الأثر الكبير في دق جماجم جنود العدو وقطعان المغتصبين هناك، فبعد أن افتتح الاستشهادي ساهر تمام طريق العمليات الاستشهادية هناك، تبعه جيش كبير من الاستشهاديين الذي أذاقوا العدو في الداخل المحتل وكل شبر من فلسطين الموت رعباً بأحزمتهم وعبواتهم الناسفة.
وعلى هذا النهج يواصل مجاهدو القسام والمقاومة في الضفة الغربية المحتلة أمجاد أسلافهم، فأذاقوا العدو الموت أشكالاً وألواناً، واستهدفوا جنوده وآلياته بزخات الرصاص والعبوات الناسفة والكمائن المحكمة، حتى باتت مدن ومخيمات الضفة المحتلة ساحة ملتهبة للقتال تحرق جنود العدو النازيين وقطعان المغتصبين المجرمين، إضافة إلى استخدام وسائل وتكتيكات عسكرية جديدة، وأسلحة أكثر تأثيراً وفاعلية.
طوفان الضفة
ومنذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، قدمت الضفة الغربية 669 شهيداً ولازالت تقدم الشهداء، وارتقت ثلة من مجاهدي القسام خلال تنفيذهم لعميات نوعية وتصدي للاقتحامات المتكررة للمدن والمخيمات هناك، وأثخن مجاهدونا قتلاً في صفوف الجنود وقطاع المغتصبين فقتلوا وأصابوا العشرات من الجنود الصهاينة وقطاع المغتصبين، وأعادوا أمجاد العياش ونخبة مهندسي الكتائب بعد العملية الاستشهادية الأخيرة في قلب مدينة "تل أبيب".
ولقد شهدت ساحة الضفة المحتلة في الأسابيع الماضية ارتقاء ثلة من أبنائها المخلصين وآسادها الميامين، بعد تنفيذهم عمليات جهادية وخلال تصديهم للاقتحامات الصهيونية، من بينهم ثلاثة مجاهدين من فتية الإسلام، الذين حُرروا في صفقة التبادل بين العدو المقاومة في شهر نوفمبر 2023م، وهم الشهيد القائد الميداني القسامي طارق زياد داوود "من مدينة قلقيلية"، والشهيد القسامي المجاهد/ وائل بلال مشه "من مخيم بلاطة"، و الشهيد القسامي المجاهد/ جبريل غسان جبريل "من مدينة قلقيلية"
في ذات السياق؛ أكدت مصادر عسكرية وبيانات إحصائية أن عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية تضاعفت خلال العام 2023 مقارنة بالأعوام السابقة، إذ سجل العدو في العام 2021 ما يقارب 50 عملية إطلاق نار، في حين سجل 350 عملية إطلاق نار خلال عام 2023، فقد نفذ المقاومون 687 عملية إطلاق نارٍ واشتباكٍ مسلح في الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي وحتى الثاني من أغسطس/ آب 2024
يحاول العدو اليوم واهماً وأتباعه وأد المقاومة في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، وهم لا يعلمون أن بباطن الضفة طوفاناً سيغرق أحلام العدو الصهيوني وأزلام التنسيق الأمني في أحلامهم البائسة، وسيسطر مجاهدونا أروع ملاحم البطولة والفداء.08:11 PM