الشرع يطلب مساعدة أمنية من أردوغان بعد مذبحة الدروز

حضارات

مؤسسة حضارات

ليئور بن آري
حضارات

طلبت سوريا من تركيا مساعدتها في تعزيز قدراتها الدفاعية، عقب المواجهات الدامية في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1,300 شخص. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي تتواصل الشهادات حول الفظائع التي ارتُكبت خلال أيام القتال. ووفقًا لتقرير BBC، فإن قوات النظام السوري أقدمت على قتل مرضى داخل مستشفى، حيث أُفيد بأنهم "بدؤوا بإطلاق النار على الجميع، حتى على المرضى النائمين".

وقالت مصادر تركية اليوم (الأربعاء) إن الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع توجّهت إلى أنقرة بطلب للحصول على مساعدة أمنية، في أعقاب المعارك التي زادت من التوتر في البلاد وأدت إلى تدخل إسرائيلي. وأفادت وزارة الدفاع التركية بأن الحكومة السورية طلبت الدعم لتعزيز الدفاعات ومواجهة ما وصفته بـ"جميع المنظمات الإرهابية، بما في ذلك داعش".

بدأت المواجهات بين مجموعات مسلحة من الدروز ومقاتلين من البدو، قبل أن تُرسل قوات النظام إلى المنطقة بهدف الفصل بين الطرفين. غير أن شهادات متعددة أفادت بأن قوات النظام تعاونت مع البدو وشاركت في ارتكاب فظائع بحق المدنيين الدروز، من بينها عمليات إعدام ميداني.

بأسلحة بيضاء ونارية – اشتباكات الشوارع بين البدو والدروز في السويداء

وذكرت وزارة الدفاع التركية أن أنقرة مستعدة لتقديم التدريب، والاستشارات، والمساعدة التقنية لتعزيز القدرات الدفاعية السورية. وتدعم تركيا حكومة الشرع، وتسعى لتوقيع اتفاق أمني قد يشمل إنشاء قواعد عسكرية تركية داخل الأراضي السورية.

وتدعم أنقرة أيضًا الاتفاق المبرم بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (SDF)، التي تتألف بشكل أساسي من مقاتلين أكراد. وينص الاتفاق على دمج قوات SDF في الجيش السوري، غير أن تنفيذه يواجه عقبات، خاصة في ما يتعلق بوضعية هذه القوات، سواء كهيئة مستقلة داخل الجيش أو تفكيكها بالكامل.

من جانبه، حذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأكراد من استغلال التوتر لدفع مطالب بالحكم الذاتي، مؤكدًا أن أي محاولة لتقسيم سوريا ستُعد تهديدًا مباشرًا لأمن تركيا وستستدعي تدخلًا تركيًا. وتعتبر أنقرة قوات SDF منظمة إرهابية بسبب صلاتها بحزب العمال الكردستاني.

المرصد: 1,311 قتيلًا في مواجهات السويداء – بينهم 196 أُعدموا جماعيًا

أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن عدد القتلى في المواجهات التي شهدتها السويداء الأسبوع الماضي بلغ 1,311 شخصًا، بينهم 833 درزيًا (533 مقاتلًا و300 مدني، من بينهم 196 أُعدموا جماعيًا على يد قوات النظام وفقًا للمرصد)، و423 من عناصر النظام، و35 من البدو السنة، بينهم ثلاثة مدنيين يُعتقد أنهم أُعدموا على يد مقاتلين دروز. كما قُتل 15 جنديًا من النظام في غارات إسرائيلية.

مقاطع مروعة وعمليات إعدام في الساحات العامة

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية الأسبوع عشرات المقاطع المصورة المروعة من أحداث السويداء، تظهر عمليات إعدام ميداني للدروز على يد مسلحين. في أحد المقاطع، أُعدِم عدد من الشبان في ساحة تشرين في 15 تموز (يوليو)، وأشارت تقارير إلى أن أحد الضحايا كان يحمل الجنسية الأمريكية.

في فيديو آخر، يظهر رجل يُقتل بعد سؤاله عن ديانته، بينما تُظهر مقاطع أخرى عمليات إذلال وقتل بوسائل وحشية، من بينها إجبار مختطَفين على القفز من شرفات منازلهم تحت وابل من الرصاص.

BBC: قتل عشرات المرضى داخل مستشفى في السويداء

ذكرت شبكة BBC أن قوات النظام ارتكبت مجزرة داخل مستشفى مدينة السويداء. وقال الطبيب وسام مسعود: "الجنود زعموا أنهم جاؤوا لتحقيق السلام، لكنهم قتلوا عشرات المرضى، من الشباب إلى المسنين". وأوضح التقرير أن جولة في أجنحة المستشفى كشفت عن جثث لمرضى مغطاة بملاءات ملطخة بالدم، فيما وُجدت عشرات الجثث الأخرى في ساحة المستشفى داخل أكياس بلاستيكية بيضاء، بعضها مفتوح، كاشفًا عن جثث مشوهة أو منتفخة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025