واشنطن ترعى تفاهمًا تاريخيًا بين إسرائيل وسوريا: اتفاق لوقف النار وإعادة هيكلة السويداء"

حضارات

مؤسسة حضارات

الشرق الأوسط
حضارات 
غاي ألستر: 
هذا هو الاتفاق الجاري التوصل إليه بين إسرائيل وسوريا

نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرّه بريطانيا، تفاصيل الاتفاق الجاري بلورته بين إسرائيل وسوريا برعاية الولايات المتحدة، وقال إنه حصل على نسخة منه. ووفقًا للمرصد، فإن البنود السبعة للاتفاق تشمل: انسحاب القوات، تدخلًا أمريكيًا، إنشاء مجالس ولجان لحفظ النظام، نزع السلاح، وفصل حكومة سوريا عن محافظة السويداء.

وقد نشر المرصد، اليوم (الجمعة)، التفاصيل الكاملة للاتفاق، إلا أن هذه المعلومات لم تؤكَّد من مصادر أخرى.

ووفقًا للمرصد، البنود السبعة للاتفاق الجاري التفاوض حوله هي:

  • تتولى الولايات المتحدة الإشراف على ملف السويداء، ومتابعة تنفيذ بنود الاتفاق.
  • انسحاب جميع قوات العشائر وقوات الأمن العام إلى ما خلف القرى الدرزية.
  • قيام فصائل درزية بتمشيط القرى للتأكد من خلوّها من قوات العشائر ومن عناصر حكومة دمشق.
  • تشكيل مجالس محلية من سكان السويداء لتوفير الخدمات الأساسية.
  • إنشاء لجنة لتوثيق الانتهاكات وتقديم تقاريرها للطرف الأمريكي.
  • نزع السلاح في محافظتي القنيطرة ودرعا، مع تشكيل لجان أمن محلية من سكان المنطقة، شرط عدم امتلاكهم أسلحة ثقيلة.
  • يُمنع دخول أي مؤسسة أو جهة تابعة للحكومة السورية إلى السويداء، مع السماح للمنظمات التابعة للأمم المتحدة بالدخول.

تصريحات ومواقف:

المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس بارك، نشر قبل نحو أسبوع منشورًا عبر منصة "X"، أعلن فيه رسميًا عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار:

"اختراق سياسي – رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، ورئيس سوريا أحمد الشرع، بدعم من الولايات المتحدة، اتفقا على وقف إطلاق النار، والذي حظي بقبول من تركيا، الأردن، والدول المجاورة."

"ندعو الدروز، والبدو، والسنّة إلى وضع السلاح جانبًا، من أجل بناء هوية سورية جديدة موحّدة مع باقي الأقليات، وتحقيق السلام والازدهار مع الجيران."

رئيس سوريا أحمد الشرع شكر الولايات المتحدة على دعمها، وتعهد بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم في السويداء.
وفي خطابه الثاني إلى الأمة، قال:

"لا مكان في سوريا للتحريض الطائفي."

كما أشار إلى وجود توافق دولي بشأن القلق حول استقرار ووحدة سوريا، مؤكدًا أن الدروز يمثلون ركيزة أساسية في النسيج الوطني السوري، لكنه في الوقت نفسه هاجم "مصالح ضيقة" لبعض الجهات في السويداء، والتي ـــ حسب قوله ـــ تتلقى دعمًا من "جهات خارجية"، في تلميح واضح إلى إسرائيل.

تسريبات "تلفزيون سوريا" الرسمي: 

وفقًا لمصادر خاصة نقلها التلفزيون السوري المقرّب من النظام، فإن اتفاق وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل يتضمن البنود التالية:

دخول المؤسسات الأمنية والعسكرية السورية إلى كامل محافظة السويداء.

تفكيك جميع الميليشيات ونزع سلاحها، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة.

دمج عناصر هذه الميليشيات ضمن مؤسسات الدولة الرسمية.

تطوّر العلاقات الأمريكية – السورية:

شهدت العلاقات بين واشنطن والحكومة السورية الجديدة تحسنًا ملحوظًا مؤخرًا، لا سيما بعد لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، أعقبه قرار أمريكي بإلغاء جزء كبير من العقوبات المفروضة على سوريا منذ السبعينيات.

وقد وُصف هذا القرار بأنه تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه دمشق، والهدف ــ بحسب مصادر في واشنطن ــ هو تشجيع الحكومة السورية الجديدة على تنفيذ إصلاحات داخلية وفتح قنوات دبلوماسية مع دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل.

تصريحات المبعوث الأمريكي توماس بارك من بيروت:

في مؤتمر صحفي عقده في بيروت عقب لقائه رئيس حكومة لبنان، صرّح توماس بارك:

"على النظام في دمشق تحمّل المسؤولية عن أفعاله"، في إشارة إلى الوضع الإنساني والسياسي في سوريا.

وعلّق على أحداث السويداء قائلاً:

"الولايات المتحدة تتابع التطورات بقلق بالغ، وبألم وتضامن ومساعدة."

لكنه شدد على أن واشنطن لا تعتزم نشر قوات على الأرض، سواء في سوريا أو في أي مكان آخر في العالم.

أما بشأن سياسة بلاده تجاه إسرائيل، فقال:

"الولايات المتحدة لا تستطيع فرض أي شيء على إسرائيل، بإمكانها فقط التأثير، لا أكثر."

وهو ما يشير إلى أن العلاقة بين الطرفين قائمة على التعاون لا الإكراه.

الأوضاع في السويداء:

شهدت مدينة السويداء جنوب سوريا، خلال أكثر من أسبوع، اشتباكات دامية بين عشائر بدوية ومسلحين دروز، أسفرت عن مقتل نحو 100 شخص.

وقال شهود عيان إن الاشتباكات اندلعت على خلفية موجة من عمليات الخطف، من بينها اختطاف تاجر درزي على الطريق بين السويداء ودمشق. وهي المرة الأولى التي تمتد فيها الاشتباكات إلى داخل المدينة نفسها.

ودعا محافظ السويداء، مصطفى البكور، السكان إلى "ضبط النفس، والاستجابة للنداءات الوطنية للإصلاح."

رد فعل الدروز داخل فلسطين:

عبّر أبناء الطائفة الدرزية في الداخل الفلسطيني عن قلقهم على أقاربهم في سوريا، وحاول بعضهم عبور الحدود بأجسادهم لحمايتهم.

وذكرت تقارير أن عددًا من الدروز نجحوا في عبور الحدود بعد دخول قوات النظام السوري إلى مدينة السويداء، خوفًا على حياة أبناء الطائفة.

وخلال عدة أيام، حاولوا مرارًا دخول الأراضي السورية، فيما عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على منعهم من ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025