ترجمة حضارات
أفي أشكنازي
قال رئيس الأركان، المقدم إيال زامير، مساء أمس (الاثنين)، في ختام التقييم الثاني للوضع الذي أجرته هيئة الأركان العامة مؤخرًا:
"يُطلب من جيش الدفاع الإسرائيلي العودة إلى الأساسيات من حيث الإجراءات، والجاهزية، والتدريب، والتخطيط، وعمليات بناء القوات، مع اتباع نهج متمايز تجاه مختلف الساحات وخصائصها. نحن مُطالبون بتعزيز جيش الدفاع الإسرائيلي وزيادة عديده، مع إنشاء أطر جديدة وتعزيز الأطر القائمة. ويجب أن يستند كل
ذلك إلى دروس الحرب، إلى جانب رؤية استشرافية – عملياتية وتكنولوجية".
وأضاف:
"علينا أيضًا مواصلة تطوير الموارد، سواء المواد أو المنصات أو الوسائل، وبالأخص روح الشعب وصموده، فهم محور عملنا واهتمامنا".
يستعد جيش الدفاع الإسرائيلي بالفعل لتنفيذ قرار مجلس الوزراء بالسيطرة على مدينة غزة، لكن هذه ليست المشكلة الوحيدة التي يواجهها. والحقيقة أن احتمال التدهور الإقليمي ما زال قائمًا.
قبل أيام، أجرى جيش الدفاع الإسرائيلي مناورة مفاجئة لاختبار جاهزيته لهجوم متعدد الجبهات. وخلال عام وعشرة أشهر، اتخذت إسرائيل سلسلة من الخطوات الجذرية التي غيّرت وجه الشرق الأوسط، إلا أن المنطقة تمرّ الآن بفترة اضطراب.
في لبنان، وُضع حزب الله في موقف صعب. فقد أغلق الجولاني طرق التهريب من سوريا إلى وادي البقاع، وتعمل الحكومة اللبنانية حاليًا على نزع سلاحه. والأهم من ذلك، أن 1.6 مليونًا من سكان الجنوب، الذين أصبحوا لاجئين في وطنهم، يراقبون حزب الله ويطالبونه بتفسيرات ومساعدات لإعادة الإعمار.
أدرك حزب الله حاجته إلى القيام بخطوة تُعيد له ما فقده من هيبة في لبنان، فيما لا تبدو إيران، راعيته، في وضع أفضل؛ إذ تكافح قيادتها لتفسير كيف مُنيت بهزيمة عسكرية، وكيف انهار مفهومها الدفاعي – الذي بُني على مدى ثلاثة عقود – خلال 12 يومًا فقط.
وتدرك إسرائيل أن حسم المواجهة مع إيران وحزب الله لم يتحقق بعد، لذا يعمل جيش الدفاع الإسرائيلي بطرق متعددة لتقليص قدراتهما، من بينها تنفيذ عمليات اغتيال واعتقالات لعناصر حزب الله ومسلحين في لبنان وسوريا، إضافة إلى تدمير البنية التحتية ومخازن الأسلحة هناك بشكل متكرر. وفي الوقت نفسه، يراقب جيش الدفاع الإسرائيلي والموساد ما يحدث في دول المحور الإيراني الشيعي من اليمن مرورًا بإيران والعراق وسوريا ولبنان. فبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، لم يعد أحد يفترض استقرار الأوضاع.
لكن من المهم التوقف عند النقاش الذي دار أمس، إلى جانب ما طرحه الجيش استعدادًا لاجتماع مجلس الوزراء نهاية الأسبوع. فقد أدرك جيش الدفاع الإسرائيلي ضرورة العودة إلى نوع من الإدارة العسكرية الروتينية، التي تكون منفصلة قدر الإمكان عن القتال في غزة. بمعنى آخر، إلى جانب القتال هناك، ينبغي العودة إلى التدريبات، وتخصيص الموارد لتعزيز الحدود الشرقية، وتدعيم الحدود مع لبنان وسوريا. كما يتعين إعادة بناء الأطر لتجنيد المزيد من المقاتلين، وتدريب القادة، وملء المستودعات، واستعادة المعدات.
في الوقت الراهن، تُشبه حالة جيش الدفاع الإسرائيلي حالة جندي جريح أصيب بصدمة شديدة. إنه يكافح بشجاعة رغم جراحه، ويستعد للانتقال إلى مرحلة إعادة التأهيل ليعود قويًا ومعافى.