يديعوت أحرنوت
ترجمة حضارات
(مايكل أورين)
في اللغة الإنجليزية، يُقال إن الحكومة "تتسلق سلمًا عاليًا"، بينما في إسرائيل، من المعتاد القول إنها "تتسلق شجرة". على أي حال، سواء أكانت شجرة أم سلمًا، فقد صعدت الحكومة الإسرائيلية عاليًا جدًا. ومنذ أن أعلن رئيس الوزراء نتنياهو عزمه على غزو الربع المتبقي من غزة وتحقيق "نصر شامل" على حماس، يتساءل المعلقون في إسرائيل والخارج: "الآن وقد صعدت إلى هذا الارتفاع، كيف يمكنها النزول؟"
أحد الحلول الممكنة هو أن تُعلن إسرائيل استعدادها للانسحاب الكامل من غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن. لكن المشكلة تكمن في أن حماس خبيثة، لكنها ليست غبية، وستُبقي دائمًا على بعض الرهائن كورقة ضمان ضد أي غزو إسرائيلي مستقبلي. إضافةً إلى ذلك، فإن مثل هذا التنازل سيُلحق ضررًا بالغًا بفرص توسيع اتفاقيات إبراهيم: فالدول العربية التي ربما كانت مستعدة للسلام مع دولة يهودية قوية قد تُعيد النظر في التطبيع مع إسرائيل إذا بدت مهزومة أمام حماس.
هناك احتمال آخر يتمثل في تكرار سيناريو اتفاق عام 2020، حين حصلت إسرائيل على السلام مع الإمارات العربية المتحدة مقابل عدم ضم جزء من الضفة الغربية. والآن، قد يُطرح خيار شبيه: مقابل عدم غزو غزة، تحصل إسرائيل على السلام مع السعودية. وفي الوقت نفسه، قد تضغط الولايات المتحدة على قطر لممارسة ضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن وتسليم أسلحتها. لكن المعضلة هنا هي الثمن الذي سيطلبه السعوديون: خطوات إسرائيلية ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية. وهذا ثمن لا ترغب الحكومة الحالية، بل ومعظم الإسرائيليين، في دفعه.
يبقى حلٌ أخير، مبتكر بلا شك: بدلًا من النزول عن الشجرة، تستطيع الحكومة مواصلة تسلقها إلى الأعلى. فحماس تراهن على أن موجة الإدانات الدولية لإسرائيل وعزلتها الشديدة ستُجبرها على الاستسلام. لكن ماذا لو لم تستسلم إسرائيل، بل واصلت مخطط الغزو بقوة أكبر، لتُري حماس أن أي تدخل دولي لن يُنقذها؟ عندها، في مواجهة خطر الدمار المؤكد، قد تقبل حماس بوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح المخطوفين.
في النهاية، لا يوجد طريق آمن لإنهاء الحرب. كل مسار محفوف بالعقبات والمخاطر. حتى "النصر الكامل"، إن تحقق، سيُكلف إسرائيل أرواحًا كثيرة من جنودها، وسيُضعف ما تبقى من مكانتها في العالم. لذلك، فإن الأهم الآن هو تبنّي سياسة واضحة، شجاعة وثابتة. يجب ألا تستمر الحكومة في خطوات جزئية وغير حاسمة. عليها أن تقرر: إما النزول عن الشجرة، أو مواصلة تسلقها حتى النهاية.