قناة 14
ترجمة حضارات
تمير مورغ 

أعلنت حركة حماس مساء الاثنين قبولها لشروط الصفقة كما تم الاتفاق عليها مع الوسطاء، على ما يبدو وفق "مخطط فيتكوف"، مع بعض المطالب الإضافية. الكرة الآن في ملعب إسرائيل. لكن لماذا تُعدّ هذه الصفقة سيئة من الناحية الاستراتيجية؟

1. وقف القتال سيمنح حماس فرصة لإعادة تنظيم قواتها وزرع مئات العبوات الناسفة من مخلفات قذائف الجيش، ما قد يؤدي إلى مقتل عشرات الجنود.
2. إدخال نحو 600 شاحنة مساعدات يوميًا عبر الأمم المتحدة والصليب الأحمر سيُعيد لحماس قدرتها على الوقوف من جديد، ويلغي الإنجازات التي تحققت في إضعافها. هذه الكمية تكفيها للقتال لأشهر طويلة بعد الهدنة.
3. حماس، التي ماطلت إسرائيل لنصف عام في مفاوضات عقيمة، ستمدد أيضًا العملية الحالية إلى ما بعد 60 يومًا. إسرائيل لن تستأنف القتال فورًا، وستُجرّ إلى جولات جديدة، فيما هدف حماس هو البقاء حتى سقوط الحكومة الحالية وانتظار حكومة وسط–يسار لعقد صفقة استسلام تحفظ سلطتها.
4. صبر إدارة واشنطن بدأ ينفد، وربما لن تسمح باستئناف الحرب بعد أشهر. هذا الموقف يشاركه رون ديرمر، المقرب من ترامب، وظهر بوضوح في تغريدة الرئيس: "العبوا لتنتصروا أو لا تلعبوا". النتيجة: خطر على تحقيق النصر في الحرب.
5. الصفقة تنسف أحد دروس 7 أكتوبر، وهو أن إسرائيل لا تفقد توازنها أمام عمليات الخطف. الرسالة التي ستُفهم: خطف الإسرائيليين هو السلاح الأكثر فاعلية ضد إسرائيل، أهم من الطائرات المسيّرة والصواريخ وحتى السلاح النووي.
6. هناك إشكال أخلاقي في إرسال الجنود للقتال مرارًا على أراضٍ سبق احتلالها بثمن دموي. الجيش والشعب مرهقان بعد حرب قاربت السنتين.
7. لا يوجد دليل على أن المناورة العسكرية تعني بالضرورة موت الرهائن. الجيش تحرّك مرارًا قربهم دون أن يُمسّوا، باستثناء حالة أمر فيها السنوار بقتل ستة رهائن حين شعر أنه سيُقبض عليه.
8. التخلي عن جنوب القطاع وعن القوى المحلية المتعاونة مع إسرائيل هناك سيُرسل رسالة مفادها أنه لا يمكن الوثوق بها، ما يعقّد إسقاط حكم حماس وبناء بدائل لليوم التالي.
9. وقف الحرب سيمنح حماس أعظم مورد لها: الأمل. وهذا أهم لها من الغذاء، لأنه حين يدرك سكان غزة أن هزيمة حماس غير مؤكدة، تصبح هزيمتها أصعب بأضعاف.

الخلاصة: الصفقة ستسمح لحماس بإعادة بناء قوتها، وستُضعف الموقف الاستراتيجي لإسرائيل، وتهدد فرص تحقيق النصر في الحرب.