خطة رئيس الأركان إيال زامير ستجلب كارثة على الجيش والدولة

حضارات

مؤسسة حضارات

ترجمة حضارات 


يتسحاق بريك :

بحسب ما عرضه رئيس الأركان إيال زامير نفسه أمام الكابنيت قبل أسابيع، فإن خطة "مركبات جدعون 2" لاحتلال غزة قد تنتهي بالفشل، مع خسائر فادحة، وموت الأسرى داخل الأنفاق، دون حسم حقيقي لحركة حماس. ورغم إدراكه لهذه النتائج، فهو مستعد للمضي في عملية يعرف مسبقًا صعوبتها. قرار الكابنيت بالموافقة على الهجوم سيؤدي إلى مقتل وإصابة المزيد من الجنود والأسرى، على مذبح بقاء الحكومة.

الخطة التي صادق عليها وزير الدفاع تشمل:

  1. إجلاء نحو مليون من سكان غزة.
  2. تطويق المدينة.
  3. احتلالها وحسم حماس.

المرحلة الأولى (الإجلاء) معقدة للغاية وتتطلب حلولًا إنسانية، وقد تنتهي بسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الرافضين للتعاون. أما المرحلة الثانية (التطويق)، فهي وهمية، إذ إن مقاتلي حماس لا يتواجدون فوق الأرض، بل ينتشرون في مئات الكيلومترات من الأنفاق ويتنقلون بحرية. دخول الجيش سيواجه كمائن، قناصة، وعبوات ناسفة.

يوضح الكاتب أن القضاء على حماس لا يتحقق بالسيطرة على الأرض، بل بتفجير الأنفاق. إسرائيل لم تجهّز الوسائل الكافية لذلك، والوحدات المختصة صغيرة الحجم، وقد فجّرت أقل من 10% من شبكة الأنفاق. المشكلة أن مقاتلي حماس ممتزجون بالسكان المدنيين، ما يصعّب التمييز بينهم.

إطالة بقاء القوات داخل غزة ستعرّضها لحرب عصابات، والجيش لا يملك القدرة على التبديل المستمر للقوات. مراكز ثقل حماس تقع تحت الأرض في أماكن متعددة، وليست في قلب المدينة كما يعتقد نتنياهو. النتيجة المتوقعة: انسحاب تحت ضغط الخسائر، دون حسم، في مشهد يذكّر بتجربة لبنان.

التداعيات خطيرة: خسائر بشرية كبيرة، موت الأسرى، فشل في حسم حماس، انسحاب مذل، أزمة اقتصادية، عزلة دولية، مقاطعات، حظر على توريد الأسلحة، وانهيار في قدرة الجيش على الاستعداد لمواجهة تهديدات أخرى.

ويخلص بريك إلى أن إسرائيل قد تصل إلى الحضيض، بحكومة تبدو بلا منطق، فوضوية، ومنفصلة عن الواقع واحتياجات المواطنين.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025