هآرتس
ترجمة حضارات
الكتّاب: بار بليغ، عومر بن يعقوب، آفي شرف
كشفت صحيفة "هآرتس" أن شركة بريطانية وُصفت بأنها "أنبوب مالي" لشركة إسرائيلية مرتبطة بمقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد حققت أرباحًا بلغت نحو 38.8 مليون شيكل بين عامي 2021 و2023، وهي الفترة التي تزامنت مع انطلاق حملة لتحسين صورة قطر.
أظهرت الوثائق الرسمية أن الشركة تأسست عام 2019، لكنها لم تنشط حتى عام 2021، حين بدأت بتحقيق أرباح كبيرة. وقد تراوح ربحها بين 6.6 مليون شيكل في 2021 ونحو 20 مليون شيكل في 2023، مع توزيعات أرباح بلغت 18.8 مليون شيكل للمساهمين. وسجلت الشركة تعاملاتها بالشيكل رغم كونها مسجلة في لندن، ما يدل على ارتباطها الوثيق بإسرائيل.
الهدف المعلن للشركة هو العمل كوسيط مالي يمكّن شركتها الأم الإسرائيلية، المملوكة للجنرال المتقاعد يوآف (فولي) مردخاي وشركاء آخرين من الجهاز الأمني، من التعاون مع دول خليجية لا تستطيع التعامل مباشرة مع شركات إسرائيلية.
ويأتي هذا الكشف ضمن ما يُعرف بـ"قضية قطر"، التي تضمنت حملات ضغط إعلامية لصالح الدوحة، قادتها شركتا "برسِبشن" التابعة لإسرائيل آينهورن، و"كويُوس". وقد بلغت كلفة الحملة، التي استمرت حتى خلال حرب "سيوف الحديد"، نحو 10 ملايين دولار، حيث حصلت "برسِبشن" وحدها على 1.8 مليون دولار خلال ثلاث سنوات ونصف.
يُذكر أن يوناتان أوريخ، المستشار الإعلامي السابق لنتنياهو، واصل تقاضي 18 ألف دولار شهريًا من الحملة، حتى أثناء تولي نتنياهو رئاسة الحكومة وخلال الحرب. وأكدت مصادر أن أوريخ هو من وصل بين مردخاي وآينهورن لتأسيس التعاون.
إلى جانب خط التمويل المعروف باسم "صيرورة لايتهاوس"، الذي هدف إلى التأثير على الرأي العام العالمي لصالح قطر، ظهر في عام 2024 خط آخر عُرف بـ"خط فوتلك"، ارتبط باللوبيست الأميركي جاي فوتلك، والذي موّل أنشطة إعلامية داخل إسرائيل لتصوير قطر كوسيط "الأكثر نزاهة" في صفقات الأسرى، على حساب مصر.
كما تبيّن أن قطر موّلت شركة أسسها آينهورن في صربيا باسم Insight Partners، وحوّلت لها أكثر من 2.3 مليون دولار خلال تسعة أشهر فقط في عام 2024.
وقد أدّت الشركة الإسرائيلية الأم أيضًا أدوارًا رسمية لصالح الدولة العبرية، منها تقديم خدمات قنصلية للمشجعين الإسرائيليين في مونديال قطر 2022، ومساعدة وزارة الخارجية في اتصالات حساسة.
من جهته، أكد فريق المحامين الممثلين لأوريخ أن موكلهم عمل وفق القانون، ولم يتلقَّ أموالًا مقابل حملة نفوذ قطرية داخل إسرائيل، بل اقتصر عمله على تقديم استشارات لشركة "برسِبشن" بشأن المونديال. أما الشركة نفسها، فنفت ارتكاب أي مخالفات، وأكدت التزامها بالقانون وبالمهنية.
تكشف القضية شبكة معقدة من التمويلات القطرية التي تدفقت عبر شركات أجنبية لتجنب القيود على التعامل المباشر مع شركات إسرائيلية، وهو نموذج شائع في صفقات مرتبطة بدول الخليج.