صحيفة هآرتس
ترجمة حضارات
عموس هارئيل
تتسارع الأحداث بشكل كبير، لكن الانطباع السائد أن "إسرائيل" تدور في المكان نفسه. خلال هذا الأسبوع وحده، تعاملت المستويات السياسية والعسكرية مع ستّ أزمات مرتبطة بالحرب ضد حماس: الحركة وافقت على مقترح الوسطاء لصفقة تبادل جزئية، بعد إعلان بنيامين نتنياهو رغبته في صفقة كاملة فقط؛ الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا إلى تصفية حماس؛ الجيش الإسرائيلي عرض خططًا جديدة للسيطرة على مدينة غزة؛ وزير الدفاع إسرائيل كاتس هاجم رئيس الأركان إيال زمير؛ مراقب الدولة متنياهو إنغلمن لوّح بتوجيه ملاحظات شخصية ضد ضباط كبار؛ والجنرال المتقاعد سامي ترجمان يستعد لعرض نتائج تحقيقه، التي يُرجّح أن تتضمن انتقادات شخصية.
في الخلفية، ما تزال قضية التمويل القطري تُلاحق نتنياهو، الذي يواصل الدفاع عن مستشاريه الذين تلقّوا أموالًا، خشية أن يكشفوا ما يعرفونه للشرطة. في المقابل، يدّعي أنه لم يكن على علم بأعمالهم الجانبية، ما يزيد من تورّطهم.
يُنظر إلى المقترح الجديد للوسطاء في الجيش على أنه "نسخة محسّنة" من خطة ستيف ويتكوف (مبعوث ترامب). لو قُدّم قبل شهر، لكان مقبولًا، لكن نتنياهو غيّر موقفه فجأة وأصرّ على صفقة كاملة، من دون تقديم تفسير.
التصريحات النارية من بتسلئيل سموتريتش، إيتمار بن غفير، وأوريت ستروك تكشف أن نتنياهو يشجّعهم خلف الكواليس لتعطيل أي فرصة للتوصل إلى اتفاق. الأسرى وعائلاتهم، الذين شعروا مؤخرًا ببصيص أمل، يزداد اقتناعهم بأن نتنياهو لن يتجه نحو اتفاق إلا إذا أجبره ترامب على ذلك.
يحاول الجيش تقديم الصفقة الجزئية كمرحلة أولى نحو صفقة كاملة، لكن إذا فشلت هذه المقاربة، سيواصل نتنياهو خطّه المعلن: الحسم العسكري ضد حماس، رغم الشكوك الكبيرة في جدوى ذلك، والمخاطر العالية على حياة الجنود والأسرى.
في المشهد الداخلي، يضغط وزراء اليمين المتطرف لمواصلة الحرب والعودة إلى الاستيطان في غزة، بينما يتّسع الغضب الشعبي في المظاهرات. ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو يخشى شركاءه أكثر مما يخشى الشارع.
من جهته، يسرّب الجيش تفاصيل خططه بصورة غير مسبوقة، ما يثير الشبهات بأنها جزء من معركة نفسية للضغط على حماس، وأيضًا لتهيئة الرأي العام لمعركة قاسية. وحدات مدرّعة ومشاة تتحرّك على أطراف غزة، والاستعداد قائم لإدخال الدبابات إلى عمق المدينة عند صدور الأوامر، وسط تحذيرات من "فخ الموت" داخل الأنفاق.
يعتزم مراقب الدولة إنغلمن نشر انتقادات شخصية ضد ضباط كبار، رغم تعهّده سابقًا بعدم القيام بذلك، مستغلًا غياب لجنة تحقيق رسمية. أما فريق سامي ترجمان، فيوشك على إنهاء عمله، ونتائجه قد تثير عواصف جديدة داخل الجيش.
أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعًا طفيفًا في ثقة الجمهور بالجيش وبرئيس الأركان زمير، مقابل ارتفاع محدود في ثقة الجمهور بنتنياهو (30% مقابل 23% الشهر الماضي). ومع ذلك، ترى أغلبية بنسبة 61% أن تحرير الأسرى لن يتحقّق إلا عبر اتفاق يشمل إنهاء الحرب.
الخلاصة: يناور نتنياهو بين شركائه اليمينيين الذين يدفعونه نحو التصعيد، وبين الضغط الشعبي المتزايد لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى. لكن في المعادلة الحالية، ترجّح قوة اليمين المتطرف الكفّة لصالح استمرار التصعيد.