"ممر داود: من نصوص التوراة إلى خرائط الشرق الأوسط"

حضارات

مؤسسة حضارات

 قناة 14
ترجمة حضارات 
 البروفيسور موشيه كوهين إليا:
اتفاق مع سوريا خطأ: هذا هو البديل المستلهم من الملك داود

بحسب تقارير عربية، من المتوقع أن توقّع إسرائيل في 25 أيلول اتفاقًا أمنيًا مع سوريا برعاية الولايات المتحدة. وبوصفي من وُلد والدي في حي اليهود بدمشق (حارة اليهود)، ومؤمنًا بالسلام انطلاقًا من قوة إسرائيل، كنت أتمنى أن أرى في ذلك بشرى طيبة.

لكنني، برأيي، أراه خطأً استراتيجيًا. فحمد حسين الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، ليس سوى جهادي متشدّد؛ هو "القاعدة" بربطة عنق وحلاقة أنيقة، لكنه يظل القاعدة: قطع رؤوس، اغتصاب نساء، تعذيب خصوم، وطموح للسيطرة على المشرق، بما فيه القدس. مع أمثال هؤلاء لا تُعقد صفقات ولا تُمنح شرعية.

البديل الاستراتيجي يكمن في التحالف مع الأقليات: العلويين، الأكراد، والدروز. هذه كتل عرقية–سياسية لا تشكّل تهديدًا لإسرائيل، بل يمكن أن توفر حاجزًا واقيًا ضد إيران وتركيا والجهاد السني.

صحيح أن هذه الأقليات موزّعة في أنحاء سوريا، لكن هناك نقطة ارتكاز عملية: "ممر داود"، وهو محور جيوسياسي يربط الدروز في السويداء بالأكراد في الشمال الشرقي. مثل هذا الممر يخلق كتلة مستقلة، تؤمّن لإسرائيل ردعًا وأمنًا، بما يتجاوز أي اتفاق ورقي مع دمشق.

كما ورد في سفر صموئيل الثاني (الإصحاح 8، الآية 6): "وأقام داود محافظين في آرام دمشق، وصار الآراميون عبيدًا لداود يدفعون له الجزية، وكان الرب ينجي داود حيثما توجه". بنفس الروح، على إسرائيل اليوم أن تسعى لإقامة "ممر داود" يضمن لها الحماية والحرية في قلب المشرق.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025