استطلاع جديد يكشف تحوّلًا سياسيًا في إسرائيل: المعارضة تتقدّم بثلاثة مقاعد

حضارات

مؤسسة حضارات

معاريف 
ترجمة حضارات 

الكاتب: موشيه كوهين  :

استطلاع رأي "معاريف" حول المقاعد يشعل ضوء إنذار لنتنياهو – وليس له وحده

بعد جمود طويل بين الكتل السياسية، أظهرت نتائج استطلاع جديد أجرته صحيفة "معاريف" تقدّم كتلة المعارضة بثلاثة مقاعد على حساب كتلة الائتلاف، ما يمنحها أغلبية برلمانية. لكن يبقى السؤال: هل يشير هذا التحول إلى اتجاه متواصل أم أنه مجرد حدث عابر؟ مناحيم لازار، المستطلع في "معاريف"، يحذّر الطرفين من استخلاص نتائج متسرّعة.

قال د. مناحيم لازار: "الأسبوع الأخير لم يكن جيدًا لحزب الليكود". وأضاف أن الاستطلاع الدراماتيكي أظهر أن كتلة المعارضة باتت تحظى بـ63 مقعدًا، بعد أن كسبت ثلاثة مقاعد من كتلة الائتلاف. وأوضح أن الأسبوع بدأ باحتجاجات تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى، ما كشف عن دعم شعبي واسع لهذه المطالب. كما ساهمت الفوضى في المواصلات، الناتجة عن اضطرابات حركة القطارات وإغلاق الطرق من قبل متظاهرين ضد استمرار الحرب وآخرين من الحريديم الرافضين للتجنيد، في تعزيز شعور عام بعدم الرضا عن أداء الحكومة.

وأشار لازار إلى أن التقارير حول موافقة حركة حماس على صفقة جزئية تستند إلى مقترح فيتكوف، وعدم ردّ إسرائيل عليها، خلقت شعورًا بعدم اليقين وغياب القيادة. وأضاف: "سألنا في الاستطلاع هذا الأسبوع ما إذا كانت الحكومة تملك تفويضًا شعبيًا، وأظهرت النتائج أن غالبية الجمهور ترى أنها لا تملك هذا التفويض. كما كشف الاستطلاع عن معطى دراماتيكي يفيد بأن نحو ربع ناخبي أحزاب الائتلاف يعتقدون أن الحكومة تفتقر إلى التفويض الشعبي".

ويرى لازار أن تراكم هذه القضايا، إلى جانب الشعور المتزايد بأن الحكومة لا تتعامل بجدية مع ملف الأسرى، والخوف من الحرب وتكاليفها الباهظة، خاصة في ظل عشرات آلاف أوامر الاستدعاء التي أُرسلت هذا الأسبوع، كلها عوامل ساهمت في هذا التحول الدراماتيكي في المزاج العام.

ومع ذلك، يعتقد لازار أنه من المبكر استخلاص استنتاجات قاطعة، مشيرًا إلى أن الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كان هذا التحول يمثل اتجاهًا مستمرًا أم مجرد رد فعل مؤقت. كما نبّه إلى أن لدى كتلة المعارضة سببًا فوريًا للقلق، نظرًا لتراجع شعبية عضو الكنيست بيني غانتس، الذي قد لا يتجاوز نسبة الحسم في بعض السيناريوهات.

وأوضح: "كتلة المعارضة، التي تبدو متفتتة إلى شظايا حزبية، ستضطر إلى إعادة تنظيم صفوفها وتشكيل تكتل يمنع ضياع الأصوات عبر أحزاب قد لا تتجاوز نسبة الحسم".

وختم بالقول: "الاستطلاع يجب أن يشعل أيضًا ضوء إنذار لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وللكتلة الائتلافية. فالمزاج العام يميل لصالح صفقة أسرى من أي نوع، ويعارض استمرار عدم المساواة في عبء التجنيد. هذه قضايا شائكة، لكننا رأينا سابقًا أن نتنياهو نجا من تحديات أعقد من ذلك".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025