هآرتس
ترجمة حضارات
بار بيليج،يانيف كوبوفيتز،جاكي خوريوليزا ،روزوفسكي
مصدر مطّلع كشف أن بث خطاب بنيامين نتنياهو في قطاع غزة جرى تصويره وسيُستخدم في حملة انتخابية. وقال مكتب رئيس الحكومة إن مكبرات الصوت وُضعت على الجانب الإسرائيلي من الحدود لتجنب المخاطرة بالجنود، لكن الجيش أكد أن بعضها نُصب داخل القطاع في مواقع عسكرية قرب مدينة غزة، محور نيتسر ومناطق الجنوب، بل في مواقع "أمامية، معزولة ومهددة" بحسب ضابط كبير. جنود شاركوا في العملية عبّروا عن غضبهم عندما اكتشفوا عبر الإعلام أن الهدف كان دعاية انتخابية، لا "تحريك السكان" كما أُبلغوا.
خلال اجتماع الاثنين بين نتنياهو، وزير الدفاع إسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، أصدر نتنياهو تعليماته بنصب الأجهزة "للضغط على حماس والتأثير على السكان". وأوضح الجيش أنه تلقى التعليمات خطيًا من مكتب رئيس الحكومة، وأن المستوى السياسي طلب منه أيضًا المساعدة في نشر مقاطع لمجازر حماس. لكن فجوة برزت بين تصريحات المكتب وما جرى ميدانيًا، فيما رفض المتحدث العسكري تأكيد ما إذا كان نتنياهو هو من أمر بإدخال الأجهزة.
في المقابل، لم يبدِ سكان غزة اهتمامًا. وقال أحد سكان خان يونس: "الناس مشغولون بنصب الخيام والبحث عن الطعام، وآخر ما يهمهم الاستماع لنتنياهو أو غيره".
وانتقد أهالي الجنود الخطة بشدة. ففي رسالة إلى رئيس الأركان ووزير الدفاع، طالب العشرات بوقفها: "لم يحدث في تاريخ إسرائيل استهتار كهذا بأرواح المقاتلين". وأكدوا أن أبناءهم أبلغوهم بأن الأجهزة داخل غزة، متهمين نتنياهو بالكذب.
إيلان جرين، والد جندي مصاب بجراح خطيرة، وصف العملية بأنها "مخاطرة بحياة الجنود من أجل تلاعب إعلامي"، محملًا كاتس وزامير المسؤولية الشخصية عن أي أذى قد يصيب المقاتلين.
كما هاجمت منظمات أهالي الجنود مثل "أم مستيقظة" و"جنود لأجل المخطوفين" الخطة بحدة: "أبناؤنا ليسوا ديكورًا في عرض نتنياهو المهووس".
وعبّرت عائلات الأسرى أيضًا عن رفضها. فقد خاطبت عَنات أنجرست، والدة الأسير متان، نتنياهو بالقول: "أي كلمة غير التوصل إلى اتفاق يعيدهم إلى الوطن هي تعذيب نفسي لهم". وطالبت ليشي ميرن، زوجة الأسير عمري ميرن، باستغلال المكبرات لإيصال رسالة أمل للأسرى: "شعب إسرائيل يقاتل من أجلكم". فيما كتبت فيكي كوهين، والدة الأسير نمرود: "نتنياهو يستبدل الاستراتيجية بالخدع. هذا ليس النصر المطلق، بل الخداع المطلق".
الخلاصة: العملية أثارت انقسامًا عميقًا بين المستوى السياسي والجيش وأهالي الجنود، وظهرت كرمز لاستغلال دماء الجنود والأسرى في دعاية انتخابية مثيرة للجدل.