ترامب يغيّر اتجاه؟ المساعدة الاستخباراتية لكييف ومسألة صواريخ "التوماهوك"

 قناة14 (C14)

الكاتب: دين براندشتتر

بعد خيبة الأمل من بوتين، يتبنى ترامب خطًا أكثر تشددًا: الولايات المتحدة ستوسع المساعدة الاستخباراتية لأوكرانيا، وربما تزوّدها بصواريخ بعيدة المدى. زيلينسكي أكد وجود اتصالات لشراء الصواريخ: "ستكون دعمًا كبيرًا" – وفي روسيا يهددون بالرد: "ستمثل مرحلة جديدة من التصعيد".

في قمة السلام التي عُقدت في ألاسكا، بدا أن ترامب يعتقد أنه قادر على جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب، بل وادّعى أن لقاء ثلاثي قد يقرب التوصل إلى اتفاق. لكن منذ ذلك الحين تغيّرت الأمور، ويبدو أن الرئيس الأمريكي غيّر اتجاهه بسبب خيبة أمله من الرئيس الروسي.

بحسب ما أفاد به وول ستريت جورنال أمس (الخميس)، تخطط إدارة ترامب لتقديم معلومات استخباراتية إضافية لأوكرانيا تساعد كييف على مهاجمة منشآت النفط والغاز داخل روسيا، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة. هذه هي المرة الأولى التي توسّع فيها الولايات المتحدة المساعدة الاستخباراتية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.

باستخدام طائرات مسيّرة ومقاتلات أكثر تطورًا، كثّفت أوكرانيا هجماتها على أنابيب ومصافي وتحتية طاقة أخرى عميقًا داخل الأراضي الروسية. وبحسب محللين تحدثوا مع NBC، بدأت هذه الهجمات تُلحق أضرارًا كبيرة بقطاع الطاقة الروسي. وأضافوا أن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية يمكن أن تجعل هذه الضربات أكثر فاعلية.

في روسيا قلّلوا من أهمية خطط إدارة ترامب لتوسيع تبادل المعلومات. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: "الولايات المتحدة تنقل معلومات استخباراتية إلى أوكرانيا بشكل دائم عبر الإنترنت. تقديم البنية الكاملة لحلف الناتو والولايات المتحدة لجمع المعلومات الاستخباراتية ونقلها للأوكرانيين أمر بديهي".

مسألة صواريخ التوماهوك

كييف تأمل أن تستجيب إدارة ترامب لطلبها بالحصول على صواريخ أمريكية بعيدة المدى مثل صواريخ التوماهوك القديمة. نائب الرئيس جي.دي. فانس قال يوم الأحد لشبكة فوكس نيوز إن الإدارة تدرس الطلب الأوكراني لصواريخ هجومية يصل مداها إلى 2500 كم، قادرة على ضرب موسكو. في أغسطس، أعلنت الإدارة عن بيع أسلحة هجومية بعيدة المدى لأوكرانيا، لكن عبر شراء دول الناتو نيابة عن كييف، وبمدى لا يتجاوز 150 إلى 280 ميلاً فقط (نحو 260 كم).

زيلينسكي قال تعليقًا على التقرير الأمريكي لمراسل سكاي نيوز إن ذلك سيكون "تعزيزًا مهمًا" إذا زوّدت الولايات المتحدة كييف بأسلحة بعيدة المدى، وأكد وجود اتصالات: "تحدثنا مع الولايات المتحدة. نحن ممتنون للرئيس ترامب على هذا الحوار"، وأضاف: "ناقشنا أيضًا الصواريخ والأسلحة بعيدة المدى".

لكن بعد ساعات، قال مصدر أمريكي لوكالة رويترز إن تسليم صواريخ التوماهوك للأوكرانيين يبدو "غير مرجّح". وأوضح أن المخزون الحالي مخصص للبحرية الأمريكية و"لاستخدامات أخرى"، رغم رغبة الإدارة في إرسالها.

تغيير اتجاه ترامب – والرد الروسي

هذا التغيير يأتي في ظل تبدل لهجة ترامب تجاه روسيا في الشهر الأخير، إذ وصف موسكو بأنها "نمر من ورق" فشل في غزو جارتها الأصغر. بل وصرح بأن على حلف الناتو إسقاط الطائرات الروسية المعادية التي تخترق أجواءه.

المتحدث باسم الكرملين حذّر الولايات المتحدة من أن إرسال صواريخ توماهوك سيمثل "منعطفًا جديدًا وخطيرًا من التوترات وسيتطلب ردًا مناسبًا من روسيا". وفي خطاب السياسة الخارجية السنوي الخميس، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن بلاده في صراع مع كل الناتو: "دول كثيرة تقاتل ضدنا. كل دول الناتو تقاتل ضدنا. لم يعودوا يخفون ذلك".

بوتين حذر إدارة ترامب من الموافقة على بيع صواريخ التوماهوك بعيدة المدى لأوكرانيا قائلاً: "هل يمكن للتوماهوك أن يصيبونا؟ نعم يمكن. سنسقطها وسنطوّر أنظمة دفاعنا الجوي". وأضاف: "استخدام التوماهوك من دون مشاركة مباشرة للقوات الأمريكية أمر غير ممكن. هذا سيمثل مرحلة جديدة كليًا، تصعيدًا نوعيًا جديدًا، بما في ذلك في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025