هأرتس
ترجمة حضارات
ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم (الاثنين) خطابًا في الكنيست، قال فيه:
"بعد كل هذه السنوات من الحرب والخطر، السماء اليوم صافية، المدافع صامتة، والشمس تشرق على الأرض المقدسة. هذا ليس فقط نهاية الحرب، بل نهاية عصر الإرهاب والموت. كما في الولايات المتحدة، سيكون هذا العصر الذهبي لإسرائيل وللشرق الأوسط. الأسرى عادوا! إنه شعور رائع أن أقول ذلك".
وأضاف ترامب أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "ليس شخصًا سهلاً"، لكنه "قام بعمل رائع".
وخلال الخطاب، رفع عضوا الكنيست أيمن عودة وعوفر كسيف لافتة كُتب عليها "اعترفوا بفلسطين" (Recognize Palestine)، وطُردا من القاعة.
قبل الخطاب، وقّع ترامب في سجل الزوار وكتب:
"إنه لشرف عظيم لي. إنه يوم جميل. بداية جديدة".
وبعد لقائه بنتنياهو، تحدث الاثنان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ثم اجتمع ترامب مع عائلات الأسرى المحررين وناجين من الأسر في مقر الكنيست.
نتنياهو: "السنوات القادمة ستكون سنوات سلام داخل إسرائيل وخارجها"
في خطابه أمام الكنيست، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو:
"دونالد ترامب هو أعظم صديق لإسرائيل شغل منصب رئيس الولايات المتحدة. لم يقم أي رئيس أمريكي بما قام به من أجل إسرائيل – لا مجال للمقارنة. ستُذكر في تاريخ شعبنا".
وشكر نتنياهو ترامب على الخطة التي وضعها لإنهاء الحرب وتحرير الأسرى، مؤكدًا أنها "حققت كل أهداف الحرب وتفتح الباب أمام توسّع تاريخي للسلام في منطقتنا وما بعدها".
وأضاف:
"أنا ملتزم بالسلام، وسنحققه معًا. فعلنا ذلك من قبل مع اتفاقيات أبراهام.
بعد عامين من الحرب، ستكون السنوات القادمة – بإذن الله – سنوات سلام، داخل إسرائيل وخارجها. كرئيس وزراء إسرائيل، أمدّ يدي لأولئك الراغبين في السلام معنا".
أوحانا للبيد: "حققنا إنجازات بفضل القيادة والإرادة"
رئيس الكنيست أمير أوحانا شكر ترامب في كلمته، وقال موجهًا حديثه لنتنياهو:
"أمس، في طريقه إلى إسرائيل، قال الرئيس ترامب إنك الرجل المناسب في الوقت المناسب. وأنا فخور أن أعلن أمام العالم أننا بفضلك حققنا العديد من الإنجازات – شكرًا لك".
أما زعيم المعارضة يائير لبيد، فقال مخاطبًا ترامب:
"لقد فعلت ما كان يبدو مستحيلاً. نحن ممتنون لك، لكن علينا أيضًا أن نتحمل المسؤولية. السلام لن يأتي إذا انتظرناه، بل عندما نجرؤ على الإيمان به مجددًا. مصير دولة إسرائيل سيُكتب دائمًا بأيدي مواطنيها، والآن علينا أن نثبت أننا نستحق ما تحقق".
أجواء احتفالية وحضور واسع
امتلأ مبنى الكنيست منذ ساعات الصباح الأولى بزوار كُثر احتفاءً بالمناسبة.
إلى جانب أعضاء الكنيست الحاليين والسابقين (مثل بنينا روزنبلوم، أوسنات مارك، يهودا غليك وغيرهم)، حضر أيضًا رئيس الأركان أيال زامير، رئيس الشاباك دافيد زيني، المفتش العام للشرطة داني ليفي، وسيدة الأعمال مريم أدلسون، التي جلست في شرفة الضيوف بجوار نتنياهو.
كما حضر مع ترامب مبعوثه ستيف ويتكوف، وابنته إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر.
في المقابل، لم يُدعَ كل من رئيس المحكمة العليا يتسحاق عميت والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف-ميارا إلى الحدث.
وقالت مصادر قضائية لصحيفة هآرتس إن استبعادهما "يمسّ بهيبة السلطة القضائية"، مؤكدة أن القرار "ليس مسألة شخصية بل مؤسسية، وتمّ خلافًا للأعراف المتّبعة"، واعتبرته "فقدانًا للطابع الرسمي للدولة".
ترامب: "الحرب انتهت... الناس تعبوا من القتال"
خلال رحلته إلى إسرائيل، سُئل ترامب عن سبب عدم إعلان نتنياهو رسميًا نهاية الحرب مع حماس، فأجاب:
"الحرب انتهت. وقف إطلاق النار سيصمد. الناس تعبوا من الحرب".
وطارت طائرته إير فورس وان فوق شاطئ تل أبيب، حيث رُفعت لافتة ضخمة كتب عليها: "شكراً ترامب".
واستقبله في مطار بن غوريون كل من نتنياهو ورئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، الذي قال له عند نزوله من الطائرة:
"طوبى لصانعي السلام".
وخلافًا للبروتوكول، دُعي نتنياهو وزوجته سارة لركوب سيارة ترامب الرئاسية في المطار، ومنها توجها معًا إلى الكنيست.
"مجلس إدارة غزة سيُقام بسرعة كبيرة"
قال ترامب في خطابه إن المجلس الذي سيُشرف على إدارة قطاع غزة "سيُقام بسرعة كبيرة"، مضيفًا أنه يقدّر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، المتوقع أن يرأس المجلس، "لكن أريد أن أضمن أنه سيكون مقبولًا على الجميع".
وأثنى ترامب على نتنياهو قائلًا:
"كانت لي معه بعض الخلافات، لكنها سُويت بسرعة".
وعن صيحات الاستهجان ضد نتنياهو التي سُمعت في مظاهرة "ميدان الأسرى" في تل أبيب أثناء خطاب مبعوثه ويتكوف، قال ترامب:
"لا أعرف، لكننا سنجعل الجميع سعداء".
وأضاف أن نصف مليون شخص شاركوا في مظاهرة أمس بتل أبيب دعمًا لتحرير الأسرى، وقال:
"حتى في الدول الإسلامية والعربية يحتفلون، وهذا لم يحدث من قبل".
قمة شرم الشيخ: دعم تشكيل لجنة إعادة الإعمار
في ساعات الظهر، من المقرر أن يتوجه ترامب إلى شرم الشيخ في مصر للمشاركة في قمة تُعقد لبحث الاتفاق بين إسرائيل وحماس.
ووفق بيان صادر عن مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سيشارك في القمة عشرون زعيمًا.
وقال مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية لصحيفة هآرتس إن الرئيس محمود عباس سيشارك أيضًا، بعد تنسيق مع الولايات المتحدة ومصر لتأمين تمثيل فلسطيني رسمي.
أما مصدر إسرائيلي رفيع فأوضح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يُدعَ إلى القمة خشية أن يواجه حضورًا عربيًا رافضًا له.
وأضاف المصدر أن الحدث مخصّص لدعم تشكيل اللجنة التي ستتولى إدارة إعادة إعمار قطاع غزة برئاسة ترامب وتوني بلير، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تقاطع الحدث، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت ستشارك فعليًا في ملف الإعمار.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر:
"الجانبان – إسرائيل وحماس – لم يُدعيا أصلًا. هذه قمة تجمع الرئيس ترامب مع قادة الدول الوسيطة والدول التي يُطلب منها المشاركة في تنفيذ الاتفاق".